دعا السياسي العراقي المخضرم الدكتور عدنان الباجه جي الى "مؤتمر عاجل" في 29 الشهر الجاري تشارك فيه "نخبة واسعة من كل القطاعات العراقية ممن تلتقي على الأهداف والأسس التي اعلنت في البيان الصادر في 13 شباط فبراير"، فيما أعلن أحمد الجلبي رئيس المؤتمر الوطني العراقي استعداد المعارضة للمشاركة في "حرب التحرير". وأوضح بيان وقّعه الباجه جي باسم اللجنة التحضيرية للمؤتمر ان هذه الأهداف هي: "قيام حكومة تمثل الإرادة الشعبية الحرة تنبثق عن مجلس تأسيسي ينتخب انتخاباً حراً مباشراً، ويقوم بوضع دستور عصري لاغياً كل القوانين والقرارات التي تعيق ذلك، وتصفية آثار القمع السياسي والاضطهاد القومي والطائفي، وتأمين الحريات والحقوق السياسية والمدنية للمواطنين... وحماية وحدة العراق وسيادته الكاملة على أرضه وتعزيز الوحدة الوطنية للمجتمع العراقي... والمطالبة برفع الحصار والعقوبات الدولية فوراًَ، ومعالجة قضايا الديون والتعويضات بما يكفل للعراق اعادة بناء اقتصاده…". وقال البيان ان هذه الأهداف "لاقت ترحيباً وتأييداً واسعين من أوساط عراقية وعربية ودولية عريضة ونافذة، الأمر الذي يشكل دافعاً قوياً ومشجعاً لمتابعة الجهود بين المشاركين في المؤتمر المقترح والعمل على صوغ خطة عمل فعالة لبلوغ الغايات المنشودة". وناشدت "الحركة الاسلامية لتركمان العراق" كل "أطراف الحركة الوطنية والاسلامية العراقية ان تتناسى خلافاتها وانشقاقاتها وتتوجه الى الموقف الموحد لتأسيس عراق وطني - ديموقراطي - دستوري - برلماني يعترف بجميع حقوق الأقليات والقوميات والمذاهب في عراق تسوده لغة المحبة والتسامح والألفة والتآخي". وطالبت "المعارضة العراقية وقواها الوطنية والاسلامية العربية والتركمانية والكردية والآشورية بالوحدة والتلاحم والتكاتف للانقضاض على هذا النظام وتخليص الأمة والشعب العراقي من براثن جوره وطغيانه". الى ذلك أ ف ب، صرح رئيس المؤتمر الوطني العراقي احمد الجلبي ان المعارضة العراقية تعارض بشدة ان تلعب الاممالمتحدة دوراً في مرحلة ما بعد صدام حسين في العراق، معبراً عن أمله في ان يسمح التحالف للمعارضة بلعب دور أكبر وخصوصاً عبر دعوة العراقيين الى التمرد. وفي حديث الى صحيفة "ديلي تلغراف"، قال إن "الاممالمتحدة ضعيفة جداً للاهتمام بإزالة آثار حزب البعث وتدمير اسلحة الدمار الشامل وتفكيك الاجهزة الامنية لصدام حسين". وبعدما رأى ان المنظمة الدولية "ستكون مشلولة" في تلك المرحلة، أوضح الجلبي ان "حصيلة عمل الاممالمتحدة في العراق مفجعة والشعب العراقي لا يثق بها". وعبر الجلبي عن أمله في بقاء قوات التحالف الاميركي - البريطاني في العراق حتى تنظيم استفتاء تليه انتخابات. واكد ان "المعارضة هي الوحيدة القادرة على تعبئة الشعب العراقي وحتى الآن لم نعط سوى دور صغير في هذه الحرب"، معتبراً أن "التحالف لم يتمكن من كسب ثقة الشعب العراقي الذي يشعر بعجز تام". وأشار الجلبي الى ان المعارضة يمكن ان تمد قوات التحالف بمعلومات حيوية تستند الى اتصالاتها في المناطق التي يسيطر عليها صدام حسين. وأشار الى اتصالات للمعارضة مع جهات في البصرةجنوب التي شهدت حركة تمرد محدودة الثلثاء الماضي. ورأى الجلبي ان التحالف لا يشجع اي حركة تمرد لثلاثة اسباب هي "العمل الاستخباراتي السيئ، والخوف من القوى السياسية التي يمثلها الشعب العراقي، ورغبة التحالف في رسم مستقبل العراق بمفرده من دون اشراك المعارضة". وأكد ان المعارضة العراقية مستعدة للمشاركة في "حرب التحرير" ويمكنها ان "تفتح جبهة ثانية في شمال العراق بسرعة كبيرة جداً". واضاف ان قادة المعارضة قادرون على تشكيل حكومة موقتة، مؤكداً ان الولاياتالمتحدة اقتربت في مواقفها من موقفهم "ولم تعد تتحدث عن حاكم عسكري بل عن سلطة عراقية انتقالية".