توجهت قافلة شاحنات تحمل معدات طبية من الأردن الى بغداد امس في خطوة يأمل مسؤولو الإغاثة ان تكون بداية لفتح طريق بري حيوي الى العاصمة العراقية عبر الصحراء الغربية. وفيما لم يصل الى مخيمات اللجوء أي عراقي تستعد هيئات الإغاثة لاستقبال الألوف. ويقدر برنامج الغذاء الدولي انه سيحتاج الى أضخم عملية إغاثة في التاريخ. ويحرص الأردن على الظهور كمؤيد لأي جهد انساني فيما يستضيف قوات اميركية خاصة يقول انها لأغراض دفاعية. لكن هيئات الاغاثة امتنعت الى الآن عن ارسال امدادات الى ان تقوم المخاطر الأمنية خلال التفاوض على استخدام الصحراء طريقاً الى بغداد. وأعلنت منظمة "أطباء بلا حدود" ومقرها باريس، انها ارسلت عشرة أطنان من المعدات من بينها أدوات جراحية ومولدات كهرباء ومياه، قبل الفجر بعد الاتصال مع الجيش الاميركي والسلطات العراقية لإبلاغهم بخططها. ووضعت على الشاحنات لافتات تقول انها تنقل امدادات انسانية. وقالت كاترين شولت هيلين المسؤولة الطبية في المنظمة انها لم تحصل على تأكيدات أو معلومات محددة عن سيطرة للقوات الاميركية على اجزاء من الصحراء الغربية. واضافت: "اتخذنا جميع التدابير الاحترازية التي يمكننا اتخاذها للحد من ذلك القيد الأمني... من المهم ابقاء خط الامداد الى بغداد مفتوحاً لأننا لا نعرف كيف سيتطور الوضع". والشحنة التي أُرسلت الى بغداد امس هي أول شحنة ترسلها "أطباء بلا حدود" الى العراق منذ بدء الحرب في الاسبوع الماضي. وتقول هيئات انسانية تابعة للأمم المتحدة انها تخطط ايضاً لإرسال معونات عبر الأردن لكنها تقدر المخاطر الأمنية. وقالت "أطباء بلا حدود" ان لديها فريقاً من ستة أفراد يساعد العاملين في مستشفى الكندي شمال شرقي بغداد. وأعلن برنامج الغذاء العالمي امس ان العراق سيحتاج الى أضخم عملية اغاثة انسانية في التاريخ لإطعام شعبه بعد الغزو. وقال تريفور راو الناطق باسم البرنامج الذي يعد أضخم وكالة في العالم للمساعدات الغذائية "قد نضطر في النهاية الى اطعام 27 مليون شخص". وزاد: "هذا هو تعداد سكان العراق بالكامل. ولذا فإن ما نتصوره هو برنامج هائل ربما كان اضخم عملية انسانية في التاريخ". ولم يصل بعد أي لاجئ عراقي الى الاردن بعد اسبوع من بدء الغزو الاميركي للعراق غير ان المنظمات الانسانية تستعد لاستقبال الألوف. ولم يحصل تدفق اللاجئين المرتقب بعد، غير ان المسؤولين في المفوضية العليا لشؤون اللاجئين لم يكونوا يتوقعون اساسا تدفقا فورياً، ويذكرون أنه خلال حرب الخليج الثانية عام 1991 هرب حوالى 8،1 مليون لاجئ عراقي بعد بدء العمليات العسكرية. وقال بيتر كاسلر، المتحدث باسم مفوضية اللاجئين في عمان، ان عشرات الألوف من العراقيين يهربون من المعارك ويتحركون داخل البلاد من دون ان يتمكنوا من تحديد وجهة نزوحهم. واول الهاربين من العراق ليسوا عراقيين بل وافدين من جنسيات اخرى ويفترض ان يعبروا الاردن عائدين الى دولهم. وصباح أمس وفي ظل البرد والعاصفة الرملية التي ضربت المنطقة، بقي أقل من 200 من الوافدين في مخيم الهلال الاحمر الاردني قرب بلدة الرويشد على بعد 60 كيلومترا من الحدود. واستقبل هذا المخيم 595 شخصا غالبيتهم العظمى من السودانيين والصوماليين والمصريين هربوا من العراق ولجأوا الى مخيم العبور. ومن بين هؤلاء عرب يحملون أوراقاً ثبوتية عراقية سمح لهم بالدخول الى الاردن بعد خمس ساعات انتظار على الحدود. وللمفارقة، حدث هذا الاسبوع عبور بالاتجاه المعاكس من الاردن الى العراق عبر الحدود التي لا تزال مفتوحة. وقال المسؤول في المفوضية العليا لشؤون للاجئين في الاردن ستين برونيه "لم يصل اي لاجئ عراقي الى الاردن بسبب اعمال العنف، ويمكن ان يكونوا منعوا من مغادرة بلادهم".