ذكرت اذاعة الجيش الاسرائيلي ان مستشار مجلس الامن القومي الاسرائيلي افرايم هليفي عرض على وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز ما وصفته ب"مسودة مبادرة ديبلوماسية" لحل النزاع الفلسطيني - الاسرائيلي تقوم على اساس اقامة دولة فلسطينية مقابل تنازل الجانب الفلسطيني عن حق العودة للاجئين الفلسطينيين والاعلان عن انتهاء الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي. واشارت المصادر ذاتها الى ان "المبادرة" الاسرائيلية تهدف الى "استغلال الفرص التي ستتاح بعد انتهاء الحرب على العراق" ولسد الفراغ الذي سيحصل جراءها. ونقلت الاذاعة الاسرائيلية باللغة العربية عن مصادر اسرائيلية قولها ان الخطة الاسرائيلية ستعرض بعد تعيين محمود عباس ابو مازن رئيساً للوزراء ولن تطبق إلا بعد وقف اطلاق النار والانتهاء من الاصلاحات في السلطة الفلسطينية. واضافت ان اسرائيل تستعد لتغير القيادة الفلسطينية في ضوء تغير القيادة العراقية بعد الحرب. واعدت الوثيقة التي حملت اسم "ملف المبادرة الديبلوماسية الاسرائيلية" والتي تم الانتهاء من وضعها قبل اسبوعين بناء على تعليمات من موفاز الذي شكل طاقماً استراتيجياً يضم رؤساء جهازي الاستخبارات الاسرائيلية الداخلية والخارجية شين بيت وموساد والجيش ومجلس الامن القومي الاسرائيلي لإعداد جدوى استراتجية للمفاوضات مع الفلسطينيين. ويأتي التصريح الاسرائيلي بشأن هذه الوثيقة في الوقت الذي اكدت فيه واشنطن عزمها على عرض خطة "خريطة الطريق" التي اعدتها مع باقي اعضاء اللجنة الرباعية الدولية لحل النزاع الفلسطيني-الاسرائيلي والمبنية على اساس قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة مع نهاية العام 2005. ورأى محللون في توقيت الاعلان الاسرائيلي مؤشراً جديداً من جانب الحكومة الاسرائيلية الى رفضها "خريطة الطريق" التي تتعارض مع الخطوط العريضة لسياسة ارييل شارون الذي يسعى الى اقامة "دولة موقتة" على بقعة من الاراضي الفلسطينية يفصّلها هو بحسب اهدافه وخططه الاستراتيجية. وكان شارون أعلن غير مرة ان هذه الدولة لن تكون لها سيادة على حدودها او اجوائها او مياهها او الاراضي التي أُقيمت عليها المستوطنات اليهودية ومحيطها الذي يشمل مناطق عازلة وجدراناً فاصلة وشوارع التفافية استيطانية ونقاط مراقبة دون ذكر لاستمرار السيطرة الاسرائيلية الكاملة على مدينة القدس بحدودها الكبرى وغور الاردن.