شهدت سوق النقد المصرية أمس اضطراباً ملحوظاً في شأن أسعار القطع العربية خصوصاً الدينار الكويتي والريال السعودي. وبينما أكدت مصارف وشركات صرافة عدة ارتفاع أسعار العملتين قالت وكالة "انباء الشرق الاوسط" الرسمية: "إن سعر العملتين يتجه الى التراجع بسبب الحرب الدائرة في العراق" في الوقت نفسه وصل سعر الدولار الى 575 قرشاً بزيادة ثلاثة قروش على السابق. نفى البنك المركزي وشركات الصرافة في مصر ما تردد عن رفض المصارف والشركات التعامل بالدينار الكويتي في ظل توقعات بزيادة قيمة الدينار والريال السعودي عما هو عليه حالياً ووصلت قيمة الدينار الكويتي أمس الى 29.18 جنيه بزيادة 104 قروش على اسعار اول من امس، والريال الى 24،150 قرش بزيادة نحو ثلاثة قروش. وقال عصام جورج المسؤول في إحدى شركات الصرافة "إن انخفاض قيمة الدينار الكويتي في اليومين الماضيين كان اشاعة غير مبررة" لافتاً الى أن ما ذكر عن اغلاق بورصة الكويت عقب الضربة الاميركية الأولى على العراق دفع المصريين العائدين من الكويت والسعودية بشدة الى تحويل الدينار والريال تحسباً من انهيار أسعارهما عما هي عليه الآن، وعقب الاعلان امس عن فتح البورصة نفسها زاد سعر العملة الكويتية التي يتوقع ازدهارها قريباً. وقال الصراف محمد فتحي "ان شركات الصرافة لم تتلق أي تعليمات من المصارف لوقف التعامل مع الدينار لكن الشركات تلقت تحذيراً بتوقيع جزاءات على رفض التعامل بالعملة العربية عموماً والريال السعودي والدينار الكويتي خصوصاً". وعلى رغم ذلك بثت وكالة "انباء الشرق الاوسط" المصرية أمس أن العملات العربية كافة تأثرت سلباً في سوق النقد كنتيجة مباشرة لتطورات الحرب الدائرة في العراق. واشارت الى ان الموقف الكويتي الاخير وامتناعها عن التصويت على قرار الجامعة العربية الذي يدين "العدوان على العراق" سيؤثر سلباً في العملة الكويتية، مؤكدة ان هناك بالفعل عدداً من المصارف يرفض حالياً التعامل بالدينار الكويتي وهو ما نفته مصارف عدة. من جهته أكد محافظ البنك المركزي محمود أبو العيون ان الدينار والريال عملتان قيد التداول ونفى تعليمات أو قرارات خاصة برفض التعامل بهما. وأوضح أن أي مصرف يمنع أو يتردد في قبول الدينار سيعرّض نفسه لجزاءات عدة. واشار إلى أن قبول العملة الاجنبية مرتبط بصدور أي تعليمات من المركزي للدولة المصدرة وصاحبة هذه العملة مؤكداً عدم تلقي أي تعليمات كويتية في شأن الدينار. وفيما يتعلق بسوق الصرف عموماً قال مسؤول في أحد المصارف "إن اسعار الصرف مستقرة حالياً وان المركزي أعطى تعليماته للمصارف بفتح الاعتمادات المستندة لديها خصوصاً السلع الأساسية والأدوية والمستلزمات وخامات الانتاج". يُشار إلى أن هناك نحو 62 مصرفاً تتعامل مع 102 شركة صرافة، ما يعني اختلاف الأسعار نسبياً بينها.