طرد الأردن أمس 5 ديبلوماسيين يعملون في السفارة العراقية، بعدما اعتبرهم "غير مرغوب فيهم، لأسباب أمنية، بسبب قيامهم بنشاطات تتنافى مع طبيعة أعمالهم كديبلوماسيين" كما أفاد ناطق باسم وزارة الخارجية الأردنية. وأكد وزير الخارجية الأردني مروان المعشر لوكالة "فرانس برس" ان الخمسة "كانوا يمارسون نشاطات تمس الأمن القومي"، فيما أكد مسؤول أردني بارز ل"الحياة" انهم قاموا بنشاطات استخباراتية. وتزامن طرد الديبلوماسيين الخمسة مع توقيع وزير المال الأردني ميشال مارتو والسفير الأميركي في عمان ادوارد غنيم أمس اتفاقاً لجدولة 178 مليون دولار من الديون الأميركية المستحقة على الأردن، وهي جزء من قروض وفوائد لوكالات اقراض تابعة للحكومة الأميركية. وقال غنيم ان واشنطن "طلبت من الكونغرس زيادة حجم المساعدات المقدمة للأردن لمواجهة آثار الحرب على العراق"، علماً ان الولاياتالمتحدة شطبت 700 مليون دولار من ديونها المستحقة على عمان خلال السنوات الخمس الماضية. الى ذلك، أبلغ وزير الاعلام الأردني محمد العدوان "الحياة" ان طرد الديبلوماسيين العراقيين "اجراء أمني بحت، وليس له أي بعد سياسي، ولا يعبر عن استجابة عمان مطالبة واشنطن بطرد الديبلوماسيين العراقيين من العواصم العالمية". ورفض كشف "طبيعة الأسباب الأمنية لهذه الخطوة"، مؤكداً ان "الاجراء يتعلق بخمسة أشخاص فقط، ولا يطاول بقية أعضاء طاقم السفارة" الذي يزيد على 35 ديبلوماسياً. وقال مسؤول أردني بارز ل"الحياة" ان "الديبلوماسيين الخمسة كانوا يقومون بنشاطات استخباراتية، وثلاثة منهم كانوا ضباطاً في الاستخبارات العراقية"، مشيراً الى أن "الأعراف الديبلوماسية تمنع موظفي السفارات من ممارسة أي نشاط خارج نطاق عملهم". وأكد الناطق باسم السفارة العراقية جواد العلي ل"الحياة" ان "الملحق التجاري علي جمعة، ومساعد الملحق الثقافي قاسم العيساوي والملحقين في الدائرة القنصلية غازي خليل وعبدالوهاب المشهداني وعبدالرزاق عياد غادروا عمان صباح أمس متوجهين الى بغداد". وأوضح ان السفير العراقي صباح ياسين تلقى "طلباً رسمياً من وزارة الخارجية الأردنية بضرورة مغادرة الديبلوماسيين الخمسة الأراضي الأردنية خلال 24 ساعة من دون إبداء الأسباب".