فيما اتجه التحقيق في قضية الديبلوماسي الأميركي لورنس فولي الذي اغتاله مجهول في عمّان أول من أمس صوب جماعات اصولية، تعهد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني امس بعدم التهاون مع قاتل الديبلوماسي الاميركي لورانس فولي وأي جهة تحاول المساس بأمن الاردن. واعتقلت قوات الامن الاردنية امس عشرات المشتبه بهم في اطار التحقيق في اغتيال فولي. عهد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني امس بعدم التهاون مع قاتل الديبلوماسي الاميركي لورانس فولي وأي جهة تحاول المساس بأمن الاردن. وقال الملك عبدالله في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الاردنية الرسمية: "الصدمة التي احدثتها جريمة اغتيال الديبلوماسي الاميركي في عمّان لن تثنينا عن المضي قدماً في العمل من اجل مكافحة الارهاب وان الاردن لن يتهاون مع كل من يحاول المس بالأمن والاستقرار". واضاف العاهل الاردني خلال زيارة قام بها وعقيلته الملكة رانيا للسفارة الاميركية لتقديم التعازي: "ان الجريمة أمر مخز لأن لفولي والجهة التي يمثلها وهي الوكالة الاميركية للانماء الدولي دوراً كبيراً في تحسين حياة الاردنيين من خلال دعم المشاريع التنموية في الشمال والجنوب طيلة العقود الماضية". وأبلغ مسؤول أردني "الحياة" بأن التحقيق في قضية الديبلوماسي الأميركي لورنس فولي الذي اغتاله مجهول في عمّان أول من أمس "يتجه صوب جماعات اصولية جرى منذ سنوات تفكيك قواعدها، واعتقال معظم أفرادها أو الحكم عليهم" مع "بقاء فرضية أن تكون وراء الحادث جهات تعارض الحرب على العراق، أرادت ايصال رسالة إلى عمّان وواشنطن بان المصالح الأميركية في الأردن عرضة للمزيد من التهديد في حال تعرضت بغداد لضربة عسكرية". وأوضح المسؤول أن "التحقيقات التي شرع فيها فريق أردني - أميركي تدقق في قوائم العشرات من المشتبه بهم، ممن كانت لهم صلات مع تنظيمات إسلامية، أو غادروا السجون بعد انتهاء فترة محكوميتهم، بسبب نشاطات أو مخططات لتنفيذ أعمال ارهابية في المملكة"، مشيراً إلى ان عدداً من المشتبه بهم اعتقلوا في إطار التحقيق. ولاحظ المسؤول أن "الهجوم على فولي يفتح الباب أمام محاذير من تنفيذ عمليات مشابهة ضد ديبلوماسيين أو موظفين غربيين يعملون في دعم المشاريع التنموية والإنسانية في المملكة". وقال إن الجهات التي نفذت الاعتداء على هذا الرجل الذي كان يعمل مديراً تنفيذياً في هيئة المعونة الأميركية في عمّان "كانت على معرفة تامة بعدم وجود اجراءات أمنية صارمة على منزله وتحركاته، فاعتبرته صيداً سهلاً، ونجحت في اغتياله". وأكد أن المحققين "اسقطوا احتمالات وجود دوافع شخصية وراء الحادث الذي نعتبره عملاً ارهابياً، جرى التخطيط له وتنفيذه بعناية واحتراف من قبل مجموعة أو خلية إرهابية"، وقلل من أهمية بيان صادر عن مجموعة تطلق على نفسها "شرفاء الأردن" تبنت فيه الهجوم، قائلاً إن "هذه المجموعة لا وجود لها أصلاً، وسبق أن ادعت أنها مسؤولة عن عمليات مشابهة، ثم اظهرت الوقائع عكس ذلك تماما". إلى ذلك، رأى مراقبون أن اغتيال الديبلوماسي الأميركي "سيضاعف من الضغوط على الأردن لإعلان موقف مؤيد لواشنطن في حربها المحتملة على العراق". وقال المحلل الأردني جمال طاهات ل"الحياة" إن "الحادث يكشف أن منفذيه أرادوا ضرب العلاقات الاقتصادية بين عمّان وواشنطن التي يستفيد الأردن منها بقوة، من أجل زج "البلاد في فوضى أمنية داخلية". وأشار طاهات إلى أن "الحادث يضع الأردن تحت ضغوط جدية، ليس فقط على مستوى علاقاته الدولية والاقليمية، ولكن على المستوى المحلي أيضاً، فالقتيل يعمل في وكالة دولية للمساعدات الاقتصادية التي يحتاجها الأردن من أجل مشاريعه التنموية وتماسك اقتصاده الوطني". وأثار الحادث، الذي يعتبر الأول من نوعه ضد ديبلوماسي أميركي في الأردن، استنفاراً أمنياً واسعاً، وتكثفت بعد ساعات من وقوعه الاجراءات الأمنية حول السفارات ومنازل البعثات الديبلوماسية في عمّان. وطمأن مدير الأمن العام الأردني تحسين شردم أمس البعثات الديبلوماسية في عمان إلى أن السلطات "تتخذ التدابير اللازمة التي تكفل حياتهم والقيام بأعمالهم في المملكة". وتلقى السفير الأميركي في عمان ادوارد غنيم اتصالات تعزية من رئيس الوزراء الأردني علي أبو الراغب ووزير الخارجية مروان المعشر وفاعليات سياسية وشعبية "استنكرت الحادث". واعتقلت السلطات الأردنية أمس عضواً في جماعة سلفية بعد مطاردة دامت ساعات، جُرح أثناءها شرطي في مدينة معان جنوب المملكة. وعلمت "الحياة" أن الأجهزة الأمنية الأردنية تمكنت من اعتقال محمود الشلبي الملقب ب"أبو سياف" بعدما اطلق النار على رجال الشرطة وحاول الهرب من كمين نُصب له قرب منزله. وقالت مصادر ل"الحياة" إن الشلبي 35 عاماً عضو في جماعة سلفية تدعى "التكفير والهجرة" ومتورط في تهريب أسلحة ومخدرات، ونفت أن يكون اعتقل في إطار التحقيق في الاعتداء على الديبلوماسي الأميركي في عمّان أول من أمس.