سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
العراقيون أشعلوا خنادق مليئة بالنفط حول المدينة والنيران واصلت اشتعالها في المباني المدمرة . ثلاثة قتلى و207 جرحى في غارات على جنوب بغداد ووسطها وشمالها
اشعل العراقيون أمس حرائق في خنادق مليئة بالنفط في اماكن مختلفة من بغداد وعلى اطرافها، الامر الذي تسبب بارتفاع اعمدة الدخان في السماء. وفي غضون ذلك، أعلنت بغداد سقوط ثلاثة قتلى و207 جرحى في القصف المكثف الذي تعرضت له ليل الجمعة واستمر نهار أمس في وسط المدينة وشمالها وجنوبها. ونسبت أعمدة الدخان المتصاعد من الخنادق بداية الى انفجارات وقعت بعد ظهر أمس بعد اطلاق صفارات الانذار. وفي الوقت ذاته شوهدت طائرات مقاتلة تحلق عاليا فوق بغداد. ودفعت الخشية من حصول قصف الى اجلاء الصحافيين من المركز الاعلامي في وزارة الاعلام العراقية. الا انه تبين للصحافيين الذين توجهوا الى مكان وجود الحرائق ان الامر يتعلق بحرائق تم اشعالها في خنادق محفورة في اماكن مختلفة من المدينة وضواحيها. ويتسبب النفط المحترق بدخان كثيف يتصاعد باتجاه السماء ولا يقوم احد باطفاء الحرائق التي لا يمكن الا ان تكون متعمدة. وقال مراسلون ان القوات العراقية اشعلت النار في الخنادق في محاولة لتعتيم الرؤية فوق المدينة التي تستهدفها ضربات جوية للقوات الأميركية والبريطانية. وشاهد المراسلون ما لا يقل عن 20 حريقاً مشتعلاً حول بغداد ترسل سحابة كثيفة من الدخان الى السماء. وقال أحد المراسلين "يمكننا أن نشم رائحة النفط المحترق في المدينة". وعلى رغم ذلك، فإن المدينة تعرضت لقصف مكثف نهار أمس. وقال مراسلون لوكالة "رويترز" ان نحو خمسة انفجارات ضخمة هزت مشارف العاصمة العراقية قبيل الغسق أمس في أحدث سلسلة من الغارات النهارية على المدينة. وقال مراسل انه أمكنه سماع أصوات طائرات حربية تطير فوق المدينة أعقبها سماع أصوات نحو خمسة انفجارات ضخمة. وأضاف المراسل انه لم تطلق أي صفارات انذار قبيل الهجوم ولم يظهر ما يشير الى اطلاق نيران الدفاعات العراقية المضادة للطائرات فيما تواصل القوات الأميركية - البريطانية سلسلة متلاحقة من الهجمات الجوية على بغداد. وتعرضت مواقع عسكرية في ثلاث ضواح من بغداد ظهراً لغارات جوية. وهز اربعة عشر انفجارا الضواحي الجنوبية والغربية والشمالية من العاصمة العراقية حيث ارتفعت اعمدة الدخان. وبين الاهداف التي تعرضت للغارات مجمع الرشيد العسكري الصناعي. وجاءت عمليات القصف هذه قرابة الساعة 30،12 بتوقيت غرينيتش، بعد ان دوت صفارات الانذار في العاصمة العراقية التي كانت استعادت الحياة نسبيا بعد ليلة من القصف العنيف. ولم تسمع اصوات المضادات الارضية خلال الغارات الاخيرة. ولم تسجل اي حالة ذعر في بغداد، فيما ظلت حركة السير بطيئة الى حد ما، فيما غطت اصوات آذان صلاة الظهر المنبعثة من المآذن على اصوات الانفجارات البعيدة. وشهدت العاصمة العراقية وضواحيها ليل الجمعة غارات وقصفا عنيفا لم تشهد لهما مثيلا تخللها اطلاق نحو 320 صاروخ كروز. وقال وزراء عراقيون أمس ان ثلاثة قتلوا وأصيب 207 آخرون في هجمات ليل الجمعة. وقال وزير الصحة العراقي اوميد مدحت مبارك ان ثلاثة اشخاص قتلوا في المدينة ليلا. وقال في مؤتمر صحافي "استشهد ثلاثة في بغداد الليلة الماضية ونستعد لمزيد من الضحايا لأن الموقف يتطور بسرعة". وقال وزير الاعلام محمد سعيد الصحاف في وقت سابق للصحافيين ان 207 جرحوا في الغارات الليلية وان مجموع الجرحى منذ بدء الغارات يوم الخميس الماضي بلغ 250 جريحاً. وتسببت غارات ليلة الجمعة في اندلاع كرات ضخمة من النيران وسحب على شكل عش الغراب من الدخان وغبار الابنية المتهدمة في سماء الليل. واستهدفت الغارات قصر صدام الرئيسي على ضفة نهر دجلة اضافة الى اهداف حكومية وعسكرية ورموز اخرى للنظام. كما سمع انفجار في اتجاه منطقة الدوره شرق المدينة التي تحتوى على محطة طاقة ومصفاة نفط. وقال اباء ان اطفالهم ارتعدوا من الخوف حين شاهدوا منظر المدينة التي يسكنها خمسة ملايين بعد القصف. وظهرت مجموعات صغيرة من الجنود مسلحين بالبنادق في الشوارع الخالية.