باتت المواقع الالكترونية تُشبه بطاقات الزيارة الشائعة التي تُعرّف بالأفراد والشركات، إذ تسعى كل مؤسسة أو شخصية معروفة كانت أم لا إلى إنشاء موقعها الخاص على شبكة الانترنت. فكأن مؤشر الوجود هو المساحة الالكترونية التي تحدّد موقعك في العالم. وترافقت هذه الحركة الالكترونية الناشطة مع تطور مهنة صناعة المواقع، لذا بات من الضروري التعرّف الى هذه المهنة المستحدثة منذ نهاية القرن العشرين. فبحسب كريم عاصي، مدير شركة "كول هندس كوربورايشن" الأساس هو في "الحس الإبداعي"، وغالباً ما يركز الصنَّاع على الصفحة الاولى، التي تسمى "صفحة الاستقبال" او "صفحة المنزل". ولا بدّ لها من مواصفات تشدُّ الزائر فيتشجّع ويكمل الزيارة. وفي هذا المجال، يروج استخدام برامج مثل "فلاش" أو "دريم ويفر" في صنع مواد بصرية قصيرة، لها طابع شبه اعلاني، تحفل بالمؤثرات البصرية والسمعية. وفي المقابل، ثمة ميل عام الى استخدام لغة الانترنت Hyper Text Markup Language، اي html، في عرض مواد بقية الصفحات، وخصوصاً النصوص الكتابية. تتم العملية على مراحل عدة. أولاً تصمم الصفحات على برامج مثل "ان ديزاين" التي تعتبر متخصصة في التصاميم. وعبر شركة تصنيع المواقع، يستأجر اسم أو تحجز هوية خصوصية حصرية على الشبكة الالكترونية، اضافة الى اسم مجال العمل domain name الذي نراه في آخر عنوان الموقع مثل "دوت كوم" أو "دوت أورغ" أو "دوت نت". وفي مرحلة تالية، تحجز مساحة على الشبكة. وثمة مواقع تعطي مجالاً للجمهور ان ينشئ كل صفحة خاصة به، وهو ما يُسمّى بالاستضافة hosting. وعادة لا تقل سعة الموقع الواحد عن 10 ميغاوات وهو الحد الأدنى الذي يُمكّن من التصرف بالألوان والصور وتعدّد الأبواب. وتبلغ كلفة هذه المساحة نحو 90 دولاراً سنوياً. وإضافة الى المساحة يحصل صاحب الموقع على عشرة عناوين بريد الكتروني خاصة به، غير أن السعر يتفاوت نسبةً للنوعية. وفي المرحلة النهائية، تنقل المواد والصفحات من الكومبيوتر الى الشبكة، عبر خادم الشركة المؤجِرة. وتعرف هذه العملية باسم التحميل من الخادم. وتُعتمد الطريقة ذاتها لتحديث صفحات الموقع. أما الايدي التي تتشارك في اخراج الموقع فهي أساساً عائدة لاثنين: مُصمم الموقع الإلكتروني، ومديره web master. وغالباً ما تجتمع هاتان الوظيفتان في شخص واحد هو الذي يُتمّ العمل كله. وفي ما يتعلّق باعلانات الموقع، فهي تُنفّذ بالإجمال على برنامج "فلاش" أو "جيف أنيمايتور" الذي يسمح للمواد بالدوران و التحرّك على الشاشة. أخيراً لا بُدّ من ذكر أن العنوان الالكتروني الذي يحمل الهوية اللبنانية دوت ال بي مكلف جداً قياساً الى الهويات الشائعة ما يدفع الكثير من اللبنانيين الى التخلّي عنه.