أكدت مصادر ديبلوماسية أن موسكو لن تستخدم حق النقض الفيتو لتعطيل مشروع "العقوبات الذكية" على العراق، في حال تحقق تقدم في اجتماع تشاوري يعقد في باريس الثلثاء والأربعاء، أو إذا تم التوصل إلى "صفقة ما" أثناء قمة الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي جورج بوش أواسط الشهر الجاري. وفي خطوة تصعيد اعتبرت بغداد أمس برنامج "النفط للغذاء" لاغياً، ونقلت وكالة "فرانس برس" عن وزير الدولة العراقي للشؤون الخارجية ناجي صبري الحديثي قوله ان "الأممالمتحدة أخلت بنص هذا العقد عندما مددته شهراً بدلاً من ستة شهور، وعندما يخل طرف بهذا الاتفاق ويخل بالتزاماته، يعني ان الاتفاق الغي، ولذلك يتصرف العراق بموجب هذا المبدأ. وهو أصبح ايضاً في حل من التزاماته بموجب هذا العقد، بالتالي سقطت المذكرة". وتابع "إذا أرادوا العودة الى المذكرة سننظر بايجابية الى المسألة" ويجب "ان تحصل موافقة العراق على الاتفاق الجديد كي يصبح اتفاقاً". واعتبر ان إقرار مجلس الأمن مشروع قرار "العقوبات الذكية" يعني "توقف مذكرة التفاهم" حول برنامج "النفط للغذاء". ونقلت وكالة "انترفاكس" عن مصدر ديبلوماسي رفيع المستوى أن خبراء من الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن سيجتمعون في باريس ثم يعقدون اجتماعاً آخر في نيويورك لاحقاً قبل انعقاد مجلس الأمن الدولي لبحث الاقتراحات البريطانية - الأميركية المعروفة ب"العقوبات الذكية". وأكد المصدر أن الحديث عن استخدام حق الفيتو "سابق لاوانه"، وذكر أنه ما زال ينبغي الحصول على أسئلة كثيرة طرحتها موسكو وبحث "عدد من عناصر القرار" ومنها قائمة السلع المسموح بدخولها العراق وآليات الرقابة. ومعروف أن الرئيس العراقي صدام حسين كان أكد عند لقائه وزير شؤون الطوارئ سيرغي شويغو الذي زار العراق أخيراً، أن بغداد لن تقبل القرار الذي يعده أعضاء مجلس الأمن وطلب من روسيا استخدام "كل الوسائل الشرعية المتاحة" لتعطيل صدور القرار. وقال خبير روسي قريب إلى وزارة الخارجية ل"الحياة" إن موسكو تعمل ل "تشذيب" الاقتراحات البريطانية - الأميركية و"تطعيمها" بعناصر من المشروع الروسي البديل. وشدد على أن استخدام حق النقض هو "خطوة استثنائية ... والاقدام عليها يعني "ارباك" العلاقات مع اميركا. وتابع ان الملف العراقي سيبحث أثناء لقاء بوتين وبوش في لوبلان في 16 حزيران يونيو، ونوه إلى أن القضايا الاقليمية قد تناقش "في رزمة" مع قضايا استراتيجية كبرى تحكم العلاقات بين موسكو وواشنطن. ووجه زعيم الحزب الشيوعي الروسي غينادي زيوغانوف رسالة إلى الرئيس بوتين أمس، أشار فيها إلى أن لديه معلومات بأن المندوب الروسي قد لا يعترض على قرار سيعرض على مجلس الأمن ويكون "شكلياً تخفيفاً" للعقوبات وفي الواقع سيكون تشديداً للحصار". وأعرب زيوغانوف عن استغرابه مشاركة روسيا في مشاورات لصوغ القرار الجديد. وقال إن تأييده "يتناقض مع مصالح روسيا" ويخالف تعهدات كانت موسكو قطعتها لنائب الرئيس العراقي طه ياسين رمضان بالتصدي لمشروع "العقوبات الذكية".