اعتقلت الاستخبارات الأميركية في عملية خاطفة نفذتها في أحد مستشفيات العاصمة الصومالية أمس، عضواً يمنياً في تنظيم "القاعدة" متهماً بالضلوع في الهجوم على أهداف أسرائيلية في مومباسا كينيا في تشرين الثاني نوفمبر الماضي. على صعيد آخر، اعتقلت الشرطة البريطانية ثلاثة "أوروبيين" بعدما عثرت في حوزتهم على قنبلتين يدويتي الصنع، وذلك في شقة قرب مطار غاتويك اللندني ليل أول من أمس. من جهة أخرى، تصاعدت الهجمات في أفغانستان، ما أسفر عن مقتل أربعة جنود أفغان، فيما تعرضت قوات أميركية وإيطالية لإطلاق صواريخ. أفادت مصادر عدة في مقديشو أمس، أن ستة أميركيين مسلحين تساندهم عناصر ميليشيات صومالية، اختطفوا رجلاً يحمل جواز سفر جنوب أفريقي ويشتبه بأنه من أصل يمني ومرتبط بتنظيم "القاعدة"، من مستشفى في العاصمة الصومالية، ثم اقتيد على متن طائرة خاصة. وكان الأميركيون يرتدون ملابس مدنية ويحملون مسدسات. ورافقهم عدد غير محدد من عناصر الميليشيات المسلحة الموالية لزعيم حرب في شمال مقديشو، بحسب ما أفاد شهود ومصادر طبية وملاحية وأحد زعماء الحرب الرئيسيين في مقديشو. واختطف الرجل صباح أمس، من مستشفى كيساني شمال مقديشو حيث كان يتلقى العلاج من إصابة برصاصة. واقتيد على الأثر على متن طائرة خاصة صغيرة لم يتعرف على هويتها حطت بعد ظهر الاثنين في مطار إيساليه، المطار الرئيسي شمال مقديشو. وكان الأميركيون يملكون صورة للرجل وبصمات تمت مقارنتها ببصماته، بحسب ما أكد عاملون في المستشفى أشاروا إلى أن الرجل يحمل جواز سفر جنوب أفريقي ويدعى عيسى. وذكر مصدر في المستشفى أن "مترجماً صومالياً كان يرافق الأميركيين". وقال أحد أبرز زعماء الحرب في مقديشو رافضاً الكشف عن هويته: "إنهم عملاء أميركيون"، مؤكداً أنه يعرفهم لأنهم زاروا مقديشو من قبل مرات عدة. وأكدت المصادر أن المعتقل "مرتبط بالقاعدة"، وقال بعضها إنه متورط في هجمات مومباسا في كينيا التي نفذت في 28 تشرين الثاني نوفمبر الماضي، واستهدفت فندقاً ينزل فيه إسرائيليون، وفي الوقت نفسه، طائرة إسرائيلية أخطأها الصاروخ الذي أطلق باتجاهها. ولاحقاً، أعلن وزير الأمن الوطني الكيني كريس مورونغارو أن قوات الأمن الكينية اعتقلت بالتعاون مع "زعماء صوماليين"، عنصراً مفترضاً في تنظيم "القاعدة"، مطلوباً في إطار التحقيق في عمليات إرهابية. وأكد مورونغارو أن المشتبه به اعتقل في عملية مشتركة قامت بها قوات الأمن الكينية والزعماء"المحبون للسلام" في الصومال المجاور. وقال: "تحتجز الشرطة الكينية نشطاً مشتبهاً بانتمائه للقاعدة للاستجواب في ما يتعلق بهجمات إرهابية متعددة في شرق أفريقيا". بريطانيا وفي بريطانيا، قال جيف شارنوك الضابط في شرطة مقاطعة سوسيكس أنه "عثر على قنبلتين يدويتي الصنع في شقة في كراولي خلال عملية روتينية". وأضاف أن الشرطة "اعتقلت ثلاثة رجال، اثنان منهم في الشقة والثالث في مكان آخر". وأوضح أن الرجال الثلاثة "أوروبيون" وأن "خبراء في المتفجرات أرسلوا إلى المكان" للاهتمام بالعبوات الناسفة. وقال أحد المسؤولين عن التحقيق توني أودونيل إن عملية التفتيش مستمرة ومن السابق لأوانه التكهن، مؤكداً أن "لا وجود حتى هذه المرحلة، لأي علاقة مع هدف ما أو منظمة محددة". وكانت ناطقة باسم الشرطة ذكرت أنه "نتيجة حادث وقع الثلثاء في لانغلي غرين، في كراولي، اعتقل ثلاثة أوروبيين في إطار قانون مكافحة الإرهاب". ولم تقدم مزيداً من التفاصيل. ورفضت الشرطة تحديد نوع الحادث أو ما إذا كانت للاعتقالات صلة ما بقربها من ثاني مطار في بريطانيا. وبحسب تلفزيون "سكاي نيوز" كانت الشرطة اعتقلت في مرحلة أولى بعد ظهر أول من أمس، رجلاً في كراولي في إطار تحقيق لا صلة له بأنشطة إرهابية. ولكن أثناء عملية تفتيش في منزل في قطاع لانغلي غرين، عثر رجال الشرطة على قنبلتين يدويتي الصنع وقاموا للحال باعتقال رجلين آخرين. أفغانستان من جهة أخرى، أفاد مسؤول في أفغانستان أمس، أن أربعة جنود أفغان قتلوا في هجوم على نقطة تفتيش أمنية بالقرب من بلدة سبين بولداك المحاذية للحدود مع باكستان. وقال عبيد الله مسؤول الأمن في سبين بولداك إن اثنين من المهاجمين قتلا كذلك في الاشتباك الذي وقع ليل أول من أمس، في منطقة شيرو أوبه بالقرب من باكستان. وأضاف: "نعتقد بأن الهجوم قاده محمد نابي القائد السابق للحزب الاسلامي وأن بعض العناصر من طالبان شاركت كذلك في الهجوم على المجموعة". ويذكر أنه مع قرب انتهاء فصل الشتاء شهدت أفغانستان تصعيداً للهجمات المفاجئة على رموز الحكومة وقواعد قوات التحالف الدولي. وتلقى مسؤولية الهجمات على "طالبان" وتنظيم "القاعدة" أو الحزب الاسلامي بقيادة قلب الدين حكمتيار. إلى ذلك، قال مسؤولون عسكريون أميركيون إن القوات الإيطالية صدت هجوماً في شرق أفغانستان وأن صاروخاً وأعيرة نارية أطلقت قرب قاعدة أميركية في سالرنو قرب الحدود مع باكستان. وقال اللفتنانت جيانفرانكو أوجيانو الناطق العسكري الإيطالي إن ثلاثة شنوا هجوماً بعد ساعة من إطلاق صاروخ عيار 107 مليمترات على قاعدة سالرنو. وأضاف أن "أفراد الأمن اشتبكوا مع عناصر معادية ويفترض أنهم أصابوا أحدهم فيما هرب الآخران". وتابع أن المهاجم الجريح ربما قتل ونقل رفيقاه جثته. وأعلنت الكابتن آلين كرامر الناطقة العسكرية الأميركية في قاعدة بغرام شمال كابول، أن مجهولين هاجموا قاعدة أميركية على مسافة ستة كيلومترات من سالرنو إلا أنهم تراجعوا عندما رد الجنود بإطلاق النار. وقالت: "تعرضت القوات الخاصة الأميركية لهجوم بأسلحة رشاشة وبصاروخ من القوات المعادية بجوار مطار تشابمان. توقف العدو بعد الاشتباك معه ولم تقع أي إصابات". وأضافت: "ما زلنا نحقق، ولا نعرف ما إذا كانت العناصر التي هاجمت سالرنو هي نفسها التي هاجمت تشابمان".