لم يستفق الجمهور الهلالي بعد من "الضربة القاضية" التي سددها إليه فريقه إثر خروجه المرير من منافسات المجموعة الثالثة لربع نهائي كأس الأندية الآسيوية لكرة القدم، وعودته إلى الرياض من العين خالي الوفاض. واحتشد مناصرو "الزعيم" أمام مقر النادي وطالبوا بصوت مرتفع رئيسه الأمير عبدالله بن مساعد إنزال أقصى العقوبات بحق المقصّرين، ويتهم الجمهور اللاعبين بالتراخي ويحمّلهم أسباب الإخفاقات المتتالية التي تعرّض لها الفريق هذا الموسم بدءاً من عجزه عن بلوغ الدور الثاني من مسابقة كأس الأمير فيصل بن فهد دون 23 عاماً، ما كشف ضعف "القاعدة الهلالية". وتعرّض المدرب الكولومبي فرانشيسكو ماتورانا لحملة شرسة يومها، وبدأت نغمة المطالبة بإبداله إلى أن استقال وغادر في منتصف الدوري حين تسلم الدفة الروماني "المنقذ" إيليا بالاتشي. وأمل المناصرون بأن يوفّق بالاتشي في إعادة البسمة إلى وجوههم لا سيما أنه حقق مع الفريق إنجازات عريضة ما بين عامي 1998 و2000، ومتناسين أن ماتورانا أسهم في إحراز الفريق لقب الدوري والبطولة الآسيوية العام الماضي. غير أن الأحلام الوردية التي فاحت روائحها الزكية في مخيلة الهلاليين تبخرت سريعاً، لأن بالاتشي وجد الوضع مختلفاً. ففي الوقت الذي تسعى الفرق المحلية إلى تجديد صفوفها والاعتماد على الوجوه الشابة، ظل الهلال متمسكاً ب"عواجيزه" وكأنه يمشي عكس السير! وخسر الهلال بطولة الأندية الخليجية التي أقيمت الشهر الماضي في الدوحة، علماً أنه كان من أبرز المرشحين لحصد لقبها. لكن الأسماء اللامعة في تشكيلته لم تتمكن من حسم الموقف في المباراة النهائية، ف"طار" اللقب إلى الكويت بفضل "شباب" العربي الذين تفوقوا بجدارة. وواصل "الأزرق" تخبطاته في الدوري، وعاد سيناريو تحميل المدربين مسؤولية الهزائم، ف"طفش" بالاتشي بعد الضغوط التي تعرّض لها، لا سيما أن غالبية الهلاليين شخّصت علة الفريق بالمدربين فقط! وتسلّم الهولندي إد دو موس صاحب الصيت اللامع "صولجان التدريب" على أمل بأن يصلح "العطار ما أفسده الدهر"، لكن ضربة العين كانت موجعة جداً، إثر خسارتين أمام العين الاماراتي والسد القطري وفوز بشق النفس على الاستقلال الإيراني، فتذيل ترتيب المجموعة الثالثة وهو صورة واقعية عن أحواله الفنية المتلبدة بغيوم الفشل والتراجع. وأيقن الهلاليون متأخرين أن الداء يكمن في اللاعبين والمراوحة وسط هذه الدوامة قد يبعد "الزعيم" عن المربع الذهبي في الدوري، أي أنهم لن يحققوا أي لقب هذا الموسم طالما ظل متمسكاً ب"قديمه" الأساسي المتمثل بالدعيع والشريدة خليل وسليمان والجابر والخثران والثنيان والمسعري، وفي ظل شح المواهب في صفوفه بعدما كانت "مدرسته" تخرج اللاعبين دفعات دفعات، وقبل أن تعتمد إدارته على إحضار الجاهز و"المعلّب" من الأندية الأخرى. من هنا، فإن شريحة كبيرة من الجمهور باتت لديها مناعة قوية مقاومة للهزائم، وأشار عدد من أفرادها إلى "الحياة" بالقول: "إن عدم التحدث عن إخفاق الفريق لا يجوز حالياً، لقد اعتدنا على ذلك والضرب في الميت حرام".