سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
واشنطن ترفض اقتراح شيراك إمهال العراق 30 يوماً ، محادثات بين خاتمي والأسد في طهران ، الأمير سلطان يجدد رفض المملكة الحرب . القمة الثلاثية تنذر العالم : اليوم آخر يوم للديبلوماسية
أبقت القمة الثلاثية نافذة صغيرة للديبلوماسية، فيما ترسخت أجواء حرب وشيكة. ووجه الرئيس الاميركي جورج بوش امس ما بدا انذاراً للعراق ولمعارضي الحرب معاً، اذ قال ان اليوم الاثنين سيكون "لحظة الحقيقة" بالنسبة الى الأزمة مع العراق وما إذا كانت ستحل سلماً أم باستخدام القوة، في إشارة الى ان اليوم آخر يوم للتصويت على قرار ثان لمجلس الأمن يمهد الطريق أمام شن حرب على العراق. واضاف بوش، في مؤتمر صحافي مشترك مع رؤساء حكومات بريطانيا واسبانيا والبرتغال، في ختام لقاء قمة خاطف في جزيرة ترسييرا البرتغالية امس: "خلصنا الى ان غداً اليوم لحظة حقيقة بالنسبة الى العالم، هل سينزع النظام العراقي سلاحه بنفسه أم سينزع سلاحه بالقوة". وأشار الى ان فرنسا "كشفت اوراقها" عندما هددت باستخدام "الفيتو" ضد قرار ثان بشأن العراق، وقال: "سنرى غدا ما هي حقيقة هذه الاوراق". واضاف: "سنضغط بأسرع ما يمكن من أجل قيام سلطة عراقية انتقالية للاستفادة من مواهب الشعب العراقي في إعادة بناء بلدهم. نحن ملتزمون بهدف وجود عراق موحد ذي مؤسسات ديموقراطية". وأشار رئيس الوزراء الاسباني خوسيه ماريا اثنار الى اتفاق أطراف قمة الآزور على "تعزيز" عملية السلام في الشرق الوسط "مع كل ضمانات الأمن اللازمة وانهاء الإرهاب، على أساس دولتين، فلسطين واسرائيل". اما رئيس الوزراء البريطاني توني بلير فقال في المؤتمر الصحافي ان القرار 1441 هدد العراق ب"عواقب خطيرة" اذا لم يعلن بوضوح عما لديه من أسلحة دمار شامل ويسمح بتدميرها وان القرار اتخذ قبل أربعة اشهر ونصف شهر و"لا أحد في مجلس الأمن يقول ان صدام حسين تعاون تعاوناً تاماً" مع المفتشين. واضاف بلير ان "بعض الناس يقول انه لا يجب اصدار تهديد نهائي ويجب اجراء مزيد من النقاشات، ولكن هذا يعني مزيداً من التأخير" في نزع أسلحة العراق. وفي معرض الرد على الأسئلة أعلن بلير ان وحدة الأراضي العراقية ستحمى و"سنساعد العراق في اعادة الإعمار وتخفيف معاناة سكانه". واعلن ان موارد العراق الطبيعية هي ملك شعبه. ورحب بتعيين "أبو مازن" رئيساً للوزراء في السلطة الفلسطينية، وقال انه "شريك جيد للسلام". ورد الرئيس الاميركي على أحد الأسئلة بقوله: "غداً سنقرر اذا كانت الديبلوماسية يمكن ان تنجح... صدام بوسعه ان يغادر البلاد. القرار قراره، وكان دائماً كذلك. عليه ان يقرر ان كان سينزع أسلحته ويغادر البلاد". وسارعت بغداد امس بإرسال تقرير الى هيئة المفتشين تعتبر انه "يقفل" ملف غاز الاعصاب في أكس اذ انه يثبت الكميات التي تؤكد السلطات العراقية أنها دمرتها عام 1991. وسحبت الاممالمتحدة أمس من العراق خمس مروحيات يستخدمها المفتشون الدوليون بعدما توقفت الجهة المؤمنة لهذه الطائرات عن تأمينها بسبب مخاطر الحرب. وأعلن وزير الخارجية العراقي ناجي صبري، في مقابلة مع قناة "العربية"، ان العراق يعد نفسه وكأن الحرب "ستقع بعد ساعة". وقال: "نعد انفسنا لهذا الاحتمال ونعرف ان عدونا غادر يستهدي بالرؤية الصهيونية". وكانت القمة التي عقدت في القاعدة الجوية "لاجيس" ولم تستغرق أكثر من ساعة استبقت بأجواء عد عكسي للحرب، وسرت توقعات بأن القمة ستعمد الى اغلاق الباب في وجه المساعي الديبلوماسية. وكان نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني رفض اقتراح للرئيس جاك شيراك الذي عبر عن استعداده للموافقة على منح مهلة من ثلاثين الى ستين يوماً حتى يتمكن مفتشو الاممالمتحدة من انجاز مهمتهم في العراق اذا ما طلبوا ذلك. وقال تشيني "ثلاثون يوماً او ستون يوماً لن تغير شيئاً. اظن اننا في المراحل النهائية من الديبلوماسية". وتوقع أن تستغرق الحرب "أسابيع وليس أشهراً". اما الرئيس الفرنسي فقال، في حديث بثته شبكتا "سي ان ان" و"سي بي اس" الاميركيتان ليل امس، ان المفتشين الدوليين "سيقولون غداً الثلثاء ان هناك امكاناً للتوصل الى الهدف المطلوب، وهو نزع الاسلحة في العراق، من دون حرب. وهذا ما ابحث عنه، ولذا فأنا مستعد للموافقة على اجراءات عملية يقترحها المفتشون بما فيها المهلة الزمنية". وفي جدة، أعلن الامير سلطان في مؤتمر صحافي مشترك مع الوزيرة الفرنسية ميشال اليو ماري ان "موقف المملكة لم يتغير ابداً. فنحن ضد الحرب على كل حال ونحن ضد الحرب بأى شكل من الاشكال، ونحن نرى دائماً ان الحلول السلمية أفضل، هذا رأي السعودية". من جانبها قالت الوزيرة الفرنسية ان "الشرعية الدولية تفرض نفسها علينا ونحن نعتقد ان الجميع لا بد ان يحترم هذه الشرعية". وكان ولي العهد السعودي الأمير عبد الله بن عبد العزيز استقبل أمس الوزيرة الفرنسية التي سلمته رسالة من الرئيس شيراك، منهية جولة قصيرة شملت الامارات العربية المتحدة وقطر والسعودية. وحذا المسؤولون البريطانيون حذو حلفائهم الأميركيين في سد الباب أمام المساعي الديبلوماسية، فاعتبر وزير الخارجية البريطاني جاك سترو ان عودة هانس بليكس كبير المفتشين الدوليين الى بغداد، تلبية لدعوة وجهت اليه السبت ستكون "غير مناسبة". ومن المقرر ان يعرض بليكس برنامج عمل المفتشين غداً على مجلس الامن. وفي طهران ا ف ب دعا الرئيسان محمد خاتمي وبشار الاسد الرئيس الاميركي الى تغليب "لغة العقل على لغة القوة". واكدا ضرورة حل الازمة العراقية بالطرق السلمية وطبقاً لقرارات الاممالمتحدة. واكد خاتمي والاسد، الذي قام بزيارة لم يعلن عنها سابقاً لايران، ضرورة "الحفاظ على سلامة اراضي العراق ووحدته"، وأن "الديموقراطية لا يتم فرضها ... والامة العراقية هي التي تقرر مصيرها".