هددت كوريا الشمالية أمس بالقيام بعمليات انتقامية "قوية" رداً على التعزيزات العسكرية الاميركية في المنطقة. وأكدت صحيفة "روندونغ سينمون" الناطقة باسم الحزب الحاكم في بيونغيانغ ان الجيش الكوري الشمالي سيتخذ تدابير "انتقامية دفاعية قوية" اذا اختارت الولاياتالمتحدة "السبيل العسكري" في الازمة مع بيونغيانغ. واعتبرت ان كوريا الشمالية "لا يجوز ان تبقى مستسلمة ازاء تكثيف التحركات العسكرية الاميركية التي تشكل ابتزازاً عسكرياً خطراً قد يتسبب في نشوب حرب ثانية في كوريا". وخلصت الى ان "القوات المسلحة الثورية والشعب في كوريا الشمالية سيردون باتخاذ تدابير انتقامية دفاعية قوية". ووجه هذا التحذير بعيد وصول حاملة الطائرات الاميركية "يو اس اس-كارل فينسون" مع 70 طائرة على متنها وكذلك الاسطول المرافق لها الى كوريا الجنوبية. وستشارك حاملة الطائرات هذا الاسبوع في مناورات اميركية - كورية جنوبية بدأت في الرابع من الشهر الجاري وتستمر حتى الثاني من نيسان ابريل المقبل. وفضلاً عن الجنود الاميركيين ال37 الفاً المتمركزين في كوريا الجنوبية في صورة دائمة، قدم نحو خمسة آلاف جندي اميركي آخر للمشاركة في هذه المناورات. وعزز البنتاغون قوته النارية قرب شبه الجزيرة الكورية مع تمركز طائرات قاذفة يصل شعاع عملها الى مسافة بعيدة في القاعدة الاميركية في جزيرة غوام فيما وصلت ست طائرات شبح من نوع "اف -117- اي" الى كوريا الجنوبية. كذلك ترسو السفينة الحربية "يو اس اس - فنسنس" المجهزة بجهاز رادار متطور "ايجيس" قبالة انشيون على بعد نحو اربعين كيلومتراً غرب سيول. الى ذلك استؤنفت الطلعات الاستطلاعية فوق البحر قبالة كوريا الشمالية بعد توقف اثر اعتراض اربع طائرات "ميغ" كورية شمالية طائرة تجسس اميركية في الثاني من الشهر الجاري. وتؤكد واشنطن ان ليس في نيتها مهاجمة كوريا الشمالية مع رغبتها في الوقت نفسه في الاحتفاظ بجميع الخيارات مفتوحة من اجل تسوية الازمة الناجمة عن استئناف بيونغيانغ برنامجها النووي منتهكة الاتفاقات المبرمة عام 1994. فيما تطالب كوريا الشمالية من جهتها باجراء مفاوضات مباشرة مع واشنطن التي تؤيد مقاربة متعددة الاطراف.