نصبت كوريا الشمالية صواريخ «ارض - ارض» على منصات إطلاق في البحر الأصفر الذي هددت بتحويله «بحراً من نار» في حال تعرضها لاعتداء، في وقت بدأت الولاياتالمتحدة والشطر الجنوبي مناورات عسكرية مشتركة هي الأضخم من نوعها. وتوعدت بيونغيانغ بالرد «بلا رحمة» على أي انتهاك لمياهها الإقليمية، محذرة من «عواقب لا يمكن التكهن بها» للمناورات. وتحركت الصين لاحتواء الأزمة، واقترحت استضافة «محادثات طارئة» بين اطراف «المفاوضات السداسية» حول الأزمة الكورية، والتي تضمها والكوريتين، إضافة الى اليابان وأميركا وروسيا. وقال وو داوي رئيس الوفد الصيني الى «المفاوضات السداسية» الخاصة بالبرنامج النووي لكوريا الشمالية ان بكين «تقترح بعد التمعن، إجراء مشاورات عاجلة» بين ممثلي الأطراف الستة في العاصمة الصينية مطلع كانون الأول (ديسمبر) المقبل، «لتبادل وجهات النظر حول المواضيع التي تثير قلقاً واسعاً حالياً»، في إشارة الى أن الموضوع النووي لن يشكل أولوية أمام المخاوف العسكرية، خلال هذه المشاورات. واستقبلت سيول وطوكيو حليفتا واشنطن في المنطقة، الاقتراح الصيني بحذر وتردد، فيما شدد رئيس أركان الجيوش الأميركية الأميرال مايكل مولن على أن الولاياتالمتحدة يجب ألاّ تكافئ كوريا الشمالية على «تصرفاتها السيئة». ورأى ان بيونغيانغ تسعى الى جذب الانتباه من خلال التصعيد. وبعد خمسة ايام على إطلاق الشمال قذائف أسفرت عن سقوط أربعة قتلى في جزيرة يونبيونغ، بدأت سيول وواشنطن أمس، المناورات العسكرية المشتركة «الأضخم» في البحر الأصفر، والتي تستمر أربعة أيام وتشارك فيها حاملة الطائرات النووية الأميركية «جورج واشنطن» التي يمكن ان تحمل 75 طائرة بينها طائرات مطاردة يمكن تموينها جواً وهي قادرة على شن عملياتها في دائرة واسعة. وترافق حاملة الطائرات طرادات قاذفة للصواريخ من طراز «يو اس اس كوبنز» و «يو اس اس شيلو»، وكذلك مدمرات قاذفة للصواريخ «يو اس اس لاسن» و «يو اس اس ستيثيم» و «يو اس اس فيتزجيرالد»، بحسب قيادة القوات الأميركية في كوريا الجنوبية حيث يتمركز 28500 جندي. وتشارك سيول في المناورات بست بوارج حربية، بينها مدمرة قاذفة صواريخ وزنها 7600 طن مجهزة بنظام «ايجيس»، ومدمرتان وزن كل منهما 4500 طن، إضافة الى فرقاطات ووسائل جوية لمحاربة الغواصات، كما أفادت هيئة الأركان العامة في سيول.