في ظل الهجوم الوشيك على العراق اتهم معارضو الحرب اليهود المحافظين الجدد بأنهم وراءها، وأثاروا الفكرة في التسعينات ثم تبوأوا مراكز قوية في ادارة الرئيس بوش التي تولت السلطة في 2001. وتعرض جيمس موران النائب الديموقراطي من فرجينيا لعاصفة من الانتقادات الشهر الماضي، عندما قال ان الولاياتالمتحدة خططت لغزو العراق بسبب تحريض الجالية اليهودية. ونقلت صحيفة عنه قوله: "يتمتع زعماء الجالية اليهودية بنفوذ يكفي لتغيير هذا الاتجاه. وعليهم ان يفعلوا هذا". وندد البيت الأبيض واعضاء في الكونغرس بهذه التصريحات ووصفوها بأنها مروعة. واعتذر موران بعد ذلك. وسأل جيم كولبي النائب الجمهوري من اريزونا وزير الخارجية كولن باول عن مدى حقيقة الادعاء بأن المؤيدين لاسرائيل أو أي مجموعة اخرى تتآمر للتأثير في سياسة الولاياتالمتحدة فأجابه: "ان هذه السياسة لا تمليها أي جماعة صغيرة مدفونة بعيداً تملي على بوش ما يجب ان تكون عليه سياستنا". وتزعمت صحيفة "واشنطن بوست" التي تؤيد سياسة بوش تجاه العراق حملة الهجوم على موران ونشرت ان الاعتقاد بأن حماية اسرائيل هي حافز بوش الأول "خطأ كبير". وأولت صحيفتان اميركيتان كبيرتان هما "بوست" و"نيويورك تايمز" الموضوع اهتماماً، فكتب المعلق لورانس كابلان في "بوست": "كيف وصلت ادارة بوش الى حافة الحرب مع صدام حسين، وإلى أي مدى لعب النفوذ الاسرائيلي دوراً لوصول الوضع الى هذا الحد... سؤال مشروع يمكن ان تثير الإجابة عنه خلافاً". وقال بيل كيلر في "نيويورك تايمز" الأحد ان النظرية تستحق شيئاً من الاهتمام لأن فكرة ان الحرب من أجل اسرائيل "تنتشر اكثر مما نتصور، ونبتت من بذرة من الحقيقة" وبذرة الحقيقة هذه تتمثل في ان مسؤولين بارزين في الصف الثاني في ادارة بوش يهود من المحافظين الجدد يدعون الى اطاحة صدام لدعم أمن اسرائيل. ومن هؤلاء نائب وزير الدفاع بول وولفوفيتز ووكيل وزارة الدفاع دوغلاس فيث، ومستشار وزارة الدفاع ريتشارد بيرل، ومسؤول الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي اليوت ابرامز، بالإضافة الى لويس ليبي رئيس هيئة الموظفين في مكتب نائب الرئيس ديك تشيني. وفي الشهر الماضي قال فيث في اجتماع اللجنة في مجلس الشيوخ ان اقامة ديموقراطية في العراق ربما تساعد في تولي زعماء فلسطينيين قد ترغب اسرائيل في الحديث معهم. وقال كيلر ان الحقيقة تكمن في ان "للولايات المتحدة واسرائيل مصالح مشتركة، في ما يتعلق بالعراق". ولكنه أضاف: "هذا لا يعني ان طابوراً خامساً صهيونياً خطف عقل الرئيس، بل تصادف ان يكون جعل العالم أكثر أماناً بالنسبة الينا بالقضاء على الارهاب واصلاح منطقة تعتبر مصدراً لعداء مسموم لكل ما نؤمن به أمر يلائم اسرائيل ايضاً". وباتريك بوكانان المرشح الرئاسي السابق لحزب الاصلاح والمعارض خوض الولاياتالمتحدة مخاطر في الخارج هو أبرز سياسي اميركي يتهم هذه المجموعة بفرض الحرب على بوش من أجل اسرائيل. وحتى الآن يتركز الجدل بصفة رئيسية حول ولاء المحافظين الجدد في ادارة بوش: هل هو لأميركا أم لاسرائيل؟