يبدأ اليوم مهرجان الشعر العربي - الفرنسي دورته الرابعة 13، 14،15 مارس/ آذار 2003 في معهد العالم العربي متزامناً مع "ربيع الشعراء" الذي تحتفي به باريس ومدن فرنسية عدّة. ويستضيف المهرجان هذه السنة عدداً من الشعراء العرب والفرنسيين وهم: بندر عبدالحميد، زهير أبو شايب، سعاد الكواري، فوزية السندي، برونو برشو، إيف برجريه، زينو بيانو، إبراهيم بوهندي، سركون بولص، جان بيار شومبون، محمد أحمد القابسي، دومينيك غراندمونت، أحمد عبدالمعطي حجازي، ظبية خميس، فينوس خوري غاتا، زينب الأعوج، ثريا ماجدولين، عيسى مخلوف، إدريس الملياني، منصف المزغني، نيكول دو بونتشارا، ليونيل راي، حلمي سالم، جان بيار سيميون، فرانك سميث، عبدالرحمن طهمازي، زاهي وهبي، محمود بن سعود الحليبي، سامي مهدي، كاظم الحداد، غنيمة زيد الحرب. وقدم المهرجان الكاتب المعطي قبال في بيان جاء فيه: "إن وضعية "الكائن في حوار" لهي حال جوهرية لكل شعر" وقد كان الشعراء في كل الأوقات سباقين في مكابدة هذه الحال واختبارها: حوار مع السماء، مع الأرض، مع الحيوانات، مع الفراغ والامتلاء، مع الذات والآخر. والمدونة الشعرية للإنسانية حفظت لنا صفحات جميلة وريادية تتعلق بهذا التبادل الخصب الدائر على الشوق إلى الغيرية. ونقرأ في هذه الصفحات، وعلى خلفية أسطورية، مأسوية أو متحمسة، حكاية البشر القاسية، اضطرام لوعاتهم، سعة الفراغ الذي في داخلهم، بحثهم عن النور والحقيقة. يتعلق الأمر في كل مرة بكلام رجراج، متوحد في العزلة، محمول نحو الوجه الخارجي للمنفى والظلام، نحو هاوية الذات. يقول موريس بلانشو في هذا الصدد: "إذا كان الشاعر يذهب نحو الأكثر داخلية، فليس ذلك بهدف الانبثاق في صورة الرب، بل من أجل الانبثاق في الخارج ولكي يكون الشاعر وفياً للأرض...". ترجيع صدى موضوعة الحوار، في مناسبة الدورة السنوية الرابعة لمهرجان الشعر العربي الفرنسي، يعني السعي إلى تعلم ثقافة قائمة على حسن الاستماع، والتبادل والتشارك، وهي ثقافة نفتقر إليها في زماننا المنكوب هذا، الخاضع لسيطرة الأنانية وإرادة القوة. خلال ثلاثة أيام، ستتوالى القراءات المشهدية والسهرات الشعرية المهداة إلى تعددية الأصوات الجزائرية، إلى الشعراء الاسكندرانيين وإلى شطحات القول الصوفي ونشواته، كي تقوم بتصريف هذه الضرورة الملحة للحوار، ذلك في قالب شعري احتفائي ودافئ".