قال متعاملون ان سعر الدينار العراقي تراجع بنسبة كبيرة امام الدولار لليوم الرابع على التوالي ليصل الدولار الى أعلى مستوى له منذ اكثر من ستة اعوام. ولجأ العراقيون اخيراً الى تحويل مدخراتهم من الدينار الى الذهب والدولار. وعزا متعاملون في تجارة العملات الاجنبية في بغداد تراجع سعر صرف الدينار العراقي الى اصرار واشنطن على تصعيد لغة الحرب ضد العراق والى مشروع القرار الاميركي - البريطاني في مجلس الامن الدولي الذي يمهد لعمل عسكري ضد العراق. وأوضحوا ان سعر الدولار بدأ بالارتفاع في الساعات الاولى من صباح السبت الى 2580 دينارا من 2420 ديناراً مساء الجمعة ليهبط عند الاغلاق الى 2500 دينار وليعاود الصعود الاحد إلى 2650 ديناراً قبل ان يهبط عند الاغلاق الى 2600 دينار. واستمر تذبذب سعر الدولار الاثنين ليصل الى 2700 دينار لينخفض عند الاغلاق الى 2670 ديناراً. وبدأ تداول الدولار الثلثاء بسعر 2690 ديناراً مقابل الدولار. وقال الصراف احمد علي "ان اعلان بريطانيا مساء الجمعة الماضي نيتها تقديم مشروع الى مجلس الامن يعطي بغداد مهلة حتى السابع عشر من الشهر الجاري لنزع أسلحتها ولد قناعة لدى المواطن العراقي ب]ن الحرب، التي كانت محتملة والتي كان من الممكن تفاديها بالطرق السلمية، أصبحت وشيكة". واضاف: "التهديدات الاميركية المستمرة ضد العراق وتدفق الحشود العسكرية على المنطقة دفعا المواطن العراقي الى تحويل مدخراته الى الذهب أو الدولار وبكميات كبيرة ما رفع الطلب على الدولار وادى بالتالي الى زيادة سعره". وذكر احمد "ان الارتفاع يبدأ صباحاً بازدياد الطلب على الدولار علماً بأن السوق العراقية لم تشهد انخفاضاً مماثلاً في سعر صرف الدينار منذ تطبيق برنامج النفط مقابل الغذاء عام 1996". وكان الدولار سجل ارتفاعاً أمام الدينار العراقي في كانون الاول ديسمبر الماضي حيث ارتفع من 2000 دينار الى 2450 ديناراً للدولار. وتدخلت الدولة لدعم سعر صرف الدينار من خلال طرح كميات كبيرة من الدولار للبيع من خلال عدد من المصارف بسعر 2000 دينار عراقي للدولار في حين كان سعره في السوق السوداء يراوح بين 2250 و 2300 دينار. واستمرت عملية بيع الدولار من قبل الدولة شهرين لتتوقف بعد ذلك. لكن على رغم ذلك لم يشهد سعر صرف الدولار انخفاضاً ملحوظاً. ويعيد المتعاملون في تجارة العملات الاجنبية السبب الى التهديدات الاميركية المتزايدة بتوجيه ضربة عسكرية الى بغداد.