قالت أوساط قريبة إلى الأصوليين إن مصر تسلمت من دولة الامارات أخيراً قيادياً بارزاً سابقاً في جماعة "الجهاد" التي يقودها الدكتور أيمن الظواهري تولى لفترة مسؤولية "اللجنة الشرعية" في التنظيم. وقال هاني السباعي، مدير "مركز المقريزي للدراسات التاريخية" الذي يتخذ من لندن مقراً له، في اتصال هاتفي إن الاصولي البارز محمد شرف المعروف باسم "أبو الفرج المصري" كان يعمل في الإمارات إماماً لمسجد منذ سنوات، وأن رجال الأمن قبضوا عليه قبل أيام واقتادوه إلى مكان مجهول ثم رحل الى القاهرة. وفي اليمن شنت السلطات حملة اعتقالات في محافظة عدن لمن يشتبه بوجود صلات لهم مع تنظيم "القاعدة" أو ممن عادوا من افغانستان. وقال مصدر قريب من أسر بعض المعتقلين في عدن ان الحملة نفذت خلال اليومين الماضيين في أحياء مختلفة من المدينة. وأوضح ان بين المعتقلين كمال صالح باجبيع والشيخ صلاح سالم الشيباني إمام وخطيب مسجد الغفران، والشيخ عمار بن ناشر الذي يقطن في حي البريقة شمال غرب عدن، بالاضافة الى عدد غير معروف من الأشخاص الذين اعتقلوا في حي المعلا وسط المدينة. من جهة اخرى طالب معتقلون في قضية تفجير المدمرة الاميركية "يو اس اس كول" في ميناء عدن في 12 تشرين الأول اكتوبر 2000 بإحالتهم الى المحاكمة أو على النيابة العامة للتحقيق معهم كخطوة أولى تمهيداً لمحاكمتهم. وقال المعتقلون الذين يزيد عددهم على 10 اشخاص في رسالة وقعوها مع 15 سجيناً آخرين في قضايا الارهاب ووجهوها الى الرئيس اليمني علي عبدالله صالح ومنظمات حقوق الانسان انهم يقبعون في المعتقل منذ اكثر من عامين وحالتهم الصحية سيئة، وقد طلبوا عرضهم على أطباء في المستشفيات خارج المعتقل، لكن سلطات الأمن رفضت واكتفت بعرضهم على طبيب السجن". وبالنسبة الى الاصولي المصري شرف يذكر ان محكمة عسكرية مصرية حكمت عليه غيابياً عام 1999 بالاشغال الشاقة لمدة عشر سنوات، وذلك في قضية "العائدون من البانيا". وقال هاني السباعي إن "شرف ترك العمل ضمن جماعة الجهاد منذ نحو 9 سنوات بعدما أقدمت الجماعة على إعدام ابنه بناء على حكم أصدرته لجنة قضائية شكلها الظواهري بعد اتهامه بالتعامل مع رجال أمن مصريين وابلاغهم معلومات عن نشاط قادة الجماعة". وكشف محامي الجماعات الاسلامية في مصر منتصر الزيات ان شرف هو والد زوجة الاصولي المصري عبدالستار جاد المعروف باسم "أبو محمد المصري" الذي قتل الاسبوع الماضي في مخيم "عين الحلوة" في جنوبلبنان. وترددت معلومات عن صلات بينه وبين تنظيم "القاعدة". ويعد شرف من أبرز قادة الحركات الاصولية المصرية، وهو عمل في السبعينات ضمن تنظيمات تكفيرية قبل أن ينشق عنها وينضم إلى تنظيم "الجهاد"، ثم سافر إلى اليمن قبل شهور من حادثة المنصة وورد اسمه في لائحة المتهمين باغتيال الرئيس أنور السادات فحوكم غيابياً لكنه حصل على البراءة. وظل شرف مقيماً لسنوات في اليمن إلى أن علم بنبأ اعدام ابنه على أيدي عناصر الجهاد اثناء وجودهم في السودان العام 1994. فسافر الى هناك ووقعت مشادة عنيفة بينه وبين الظواهري قرر على اثرها الانشقاق عن التنظيم وأصدر كتباً وأبحاثاً هاجم فيها بشدة الظواهري وبن لادن وانتقل قبل سنوات للعيش في الامارات باسم مستعار، بعدما حصل على عقد للعمل إماماً لمسجد هناك.