سيطلب وزير الطاقة الاميركي سبنسر ابراهام عند اجتماعه اليوم وغداً إلى وزراء للنفط والطاقة اعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط ان تكون "اوبك المواطن الدولي الصالح" اثناء الحرب على العراق! كما يقول بيتير جينو مدير شؤون النفط في "سولومون سميث بارني" في لندن. و"مع تراجع دور المنظمة وفقدانها لعب دور في تحديد الاسعار… أصبحت في المقعد الخلفي من السيارة التي يقودها الاميركيون واصبح وزراء اوبك يكتفون بالنظر من شباك السيارة" كما يقول كبير الاقتصاديين في مركز دراسات الطاقة ليو درولاس. ومع ان اسعار الخام ارتفعت بنسب خيالية منذ مطلع العام الماضي الا ان خسائر المنظمة من تراجع سعر صرف الدولار اعتباراً من شباط فبراير 2002 وحتى نهاية السنة الجارية قد تصل الى نحو 100 بليون دولار على الاقل. راجع ص13. ويُعقد في فيينا اليوم الاجتماع الوزاري 124 للنظر في ما يمكن للمنظمة اتخاذه من اجراءات … اثناء حرب متوقعة على العراق قد تبدأ في القريب العاجل، اذا لم تنجح الجهود الديبلوماسية في تفاديها. وقبل انعقاد الاجتماع ب24 ساعة بدأت بوادر انقسام بين اعضائها خصوصاً بين جناحين يؤيد الاول تعليق العمل بنظام الحصص والثاني، بقيادة ايران، يعارضه "كي لا يوحي الاجراء بانه تأييد ضمني للحرب" كما يقول وزير النفط الايراني بيجان زنقانة. ومع تجاوز اسعار خام القياس الاوروبي "برنت" مستوى 34.50 دولار للبرميل قال وزير النفط الاماراتي عبيد بن سيف الناصري ل"الحياة" ان "الطاقة الانتاجية الفائضة لدى "اوبك" محدودة وتحتاج الاسواق الى تعاون مع المنتجين من خارج المنظمة". واضاف: "ان اوبك تنتج بأقصى طاقتها تقريباً... اعتقد ان الجميع ينتج بأقصى طاقته تقريباً". وأعرب عن اعتقاده ان "من الصعب للغاية ان تتمكن اوبك من تعويض توقف الانتاج من حقول النفط في العراق وشمال الكويت في حال نشوب حرب". حديث الناصري ص13. أوضحت ايران امس الاثنين معارضتها لاقتراح من اعضاء في "اوبك" يتناول تعليق العمل بنظام حصص الانتاج في حال الحرب على العراق. وقال وزير النفط الايراني بيجان زنقانة: "ينبغي على اوبك عدم اتخاذ أي قرارات ذات دوافع سياسية توحي ضمناً بمساندة هجوم عسكري اميركي ضد واحدة من الدول الاعضاء في اوبك". وقال الوزير لوكالة انباء الجمهورية الاسلامية الايرانية قبل الاجتماع الوزاري في فيينا اليوم: "ايران لن تساند أي قرارات ذات دوافع سياسية". وبينما تقترب اسعار النفط من اعلى مستوياتها ابان حرب الخليج عام 1990 عند 41 دولاراً للبرميل اقترح اعضاء في "اوبك" تقودهم السعودية والكويت تعليق العمل بنظام حصص الانتاج فور بدء الحرب من اجل تهدئة قلق اسواق النفط. وقال زنقانة: "ان الاحصاءات والارقام تكشف ان سوق النفط لا تواجه أي نقص في الوقت الحالي ولولا شبح الحرب كانت اوبك احتاجت الى خفض الانتاج". ومن المرجح ان يجد الموقف الايراني تأييداً من أعضاء آخرين في المنظمة ليست لديهم طاقة فائضة ولا يريدون اتخاذ موقف يفسر على انه تأييد لحرب اميركية على العراق. لا تغيير في مستويات الانتاج ووفق مندوبين إلى الاجتماع "قد لا تستطيع اوبك رسمياً في اجتماعها اليوم عمل ما هو اكثر من ترك مستويات الانتاج الحالية من دون تغيير مع التعهد بتوفير امدادات نفط كافية الى الاسواق الدولية في حال حدوث أي نقص". ورفعت السعودية انتاجها بشدة في الأسابيع الأخيرة ويخشى البعض في "اوبك" انهيار الاسعار اذا انتهت أي حرب في العراق سريعاً. وقال زنقانة: "اذا واصلت اوبك الانتاج بالمستويات الحالية واستمر انتاج النفط الفنزويلي في العودة الى مستوياته العادية ستكون لدينا زيادة في الانتاج تصل الى 3.1 مليون برميل يوميا في الشهور الثلاثة المقبلة". وشدد على "انه في ظل الظروف الراهنة لم تعد لاي زيادة في سقف انتاج اوبك ما يبررها اقتصادياً". وفي فيينا قال وزير النفط والثروة المعدنية الاماراتي للصحافيين، فور وصوله الى العاصمة النمسوية: "ان اوبك ستعوض بصعوبة كبيرة انتاج العراقوالكويت في حال الحرب على العراق". اسعار الخام من جهة ثانية، ارتفع سعر "برنت" في التعاملات الآجلة في بورصة النفط الدولية في لندن امس فيما تضغط الولاياتالمتحدة من اجل استصدار قرار جديد من مجلس الامن للفوز يمنح مهلة نهائية للعراق حتى السابع عشر من الشهر الجاري. وارتفع "برنت" تسليم نيسان ابريل الى 34.55 دولار قبل ان يتراجع عند الثالثة توقيت لندن الى34.07 دولار للبرميل. وزاد سعر الخام الاميركي الخفيف في نيويورك في التعاملات الالكترونية على نظام اكسيس 29 سنتاً الى 38.07 دولار للبرميل. وزاد السولار في العقود الآجلة في لندن الى مستويات لم يشهدها منذ حرب الخليج الثانية حرب تحرير الكويت، إذ ارتفع 6.50 دولار الى 354 دولاراً للطن. وكان سجل 360 دولاراً في وقت سابق. وقال احد الوسطاء: "يبدو ان السوق ستكون قوية طوال الاسبوع مع الحديث عن قرار الاممالمتحدة ومهلة نهائية حتى 17 آذار مارس وسيُنظر لاي هبوط على انه فرصة للشراء". ويمنح مشروع قرار معدل وزعه وزير الخارجية البريطاني جاك سترو وتدعمه واشنطنبغداد مهلة حتى 17 اذار للوفاء بمطالب الاممالمتحدة. ويأمل الحليفان ان ينجحا خلال هذه الفترة في كسب تأييد مجلس الامن المنقسم بشدة في شأن الحرب على العراق الذي يصدر نحو اربعة في المئة من اجمالي صادرات النفط الدولية. وأعلنت الحكومة البريطانية امس انها مستعدة لتعديل مشروع القرار لكسب تأييد مجلس الامن، ولمحت الى أن المهلة المحددة يمكن تمديدها لفترة محدودة ما ساهم في تراجع طفيف للاسعار. وكان سعر "سلة اوبك" واصل الارتفاع الجمعة الماضي ليصل الى 32.89 دولار للبرميل من 32.50 دولار الخميس. الذهب وتحدد سعر الذهب في جلسة القطع الصباحية في لندن امس الاثنين عند 353.10 دولار للاونصة ارتفاعاً من 357.50 دولار في جلسة القطع المسائية الجمعة الماضي.