توعد وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز قادة "حركة المقاومة الاسلامية" حماس "سواء من يشجع الارهاب أو يرسل ارهابيين أو يتورط بالارهاب" بمصير مماثل للمصير الذي لقيه "الارهابي الأول في الحركة الدكتور ابراهيم المقادمة". وقال لوسائل الاعلام العبرية أمس ان أياً من قادة من وصفها ب"المنظمات الارهابية" ليس في مأمن ولا يتمتع بأي حصانة، مضيفاً ان المقادمة لعب دوراً كبيراً في تدبير المئات من "الاعتداءات الارهابية" التي نفذتها "حماس" ضد مدنيين اسرائيليين وأن يديه ملطختان بدماء اسرائيليين أبرياء شيوخاً ونساء وأطفالاً، رافضا اعتباره قائداً سياسياً "انما هو رأس الأفعى الضالع حتى عنقه بمئات العمليات الارهابية". ورفض موفاز اعتبار اغتيال المقادمة رفع سقف المواجهة العسكرية، مشيراً الى أن الحكومة الاسرائيلية تتبنى سياسة تقوم على ملاحقة قادة "التنظيمات الارهابية" باستمرار بهدف المساس بهم. وتجنب الرد المباشر على سؤال اذاعة الجيش اذا ما كان تهديده قادة الحركة يشمل زعماءها الروحيين، وقال ان يد اسرائيل ستطال كل من هو "ضالع في الارهاب" وأنه "لا يحق لأحد الغاء الواجب الملقى علينا بحماية مواطنينا". وتابع ان قوات الاحتلال ستواصل حربها "بشكل هجومي ومكثف" على حركة "حماس" تحديداً ولن تحيد عن سياستها هذه، مضيفاً ان "الحركة رفضت الاقتراحات المصرية بوقف العمليات ضد اسرائيل ولا تزال تحاول يومياً تنفيذ المزيد". وقال ان إعادة احتلال شمال قطاع غزة لم تحدد بفترة زمنية "ولو علمنا بوجود جهة فلسطينية قادرة على السيطرة على الأوضاع وتأمين عدم اطلاق صواريخ قسام لدرسنا امكان الانسحاب". وتعقيباً على تهديد قادة "حماس" مسؤولين اسرائيليين بالانتقام منهم رداً على اغتيال المقادمة، قال موفاز انه شخصياً لا يخشى هذه التهديدات وأنه سبق للحركة ان حاولت اغتيال شخصيات اسرائيلية، واضاف ان التهديدات لن تثني قوات الاحتلال عن مواصلة حربها ضد الارهاب، مضيفاً ان "التفويض الذي تحصل عليه من المستوى السياسي يتيح لها محاربة الارهاب بشكل فاعل". وكرر موفاز أقواله هذه أمام زملائه الوزراء خلال الجلسة الاسبوعية للحكومة، وقال ان تصفية المقاومة شكلت ضربة قاسية لحركة "حماس" و"سنواصل ممارسة الضغط الهائل على البنى التحتية لها ولسائرالتنظيمات في قطاع غزة والضفة الغربية". وكشف اعتقال أكثر من ألفي فلسطيني في الأشهر السبعة الماضية، وتباهى باحباط قوات الأمن أكثر من 90 في المئة من العمليات التفجيرية "وفي الواقع فإن الفلسطينيين يستشعرون الضغط والضرب على رغم تلقينا ضربتين مؤلمتين في حيفا وكريات أربع". واتهم رئيس الحكومة ارييل شارون الفلسطينيين ب"شهوة القتل"، وقال ان العمليات الاستشهادية الأخيرة "تقول للعالم الكثير عن طبيعة العدو الذي نواجهه". وتابع ان الارهاب المحلي والاقليمي والعالمي يشكل خطراً على اسرائيل والعالم الحر، مشيداً بالمعركة التي تخوضها الولاياتالمتحدة ضد "الارهاب العالمي"، مضيفاً ان من الصعب التحرر من الانطباع أنه لو وجدت في ثلاثينات القرن الماضي قيادة جريئة وصارمة كالقيادة الأميركية الحالية لتغيّر مجرى التاريخ. وكتب المعلق السياسي في صحيفة "هآرتس" ان توغل جيش الاحتلال في غزة وتصفية المقادمة، رداً على عملية تفجير باص الركاب في حيفا الاسبوع الماضي، ما كانا ليتما لولا تلقي تل أبيب ضوءا أخضر من واشنطن لتقوم بما يحلو لها، شرط عدم المساس بالمدنيين الفلسطينيين تحت غطاء حقها المشروع في الدفاع عن نفسها. وأشار الى أن الادارة الاميركية لم تمارس أي ضغوط على الحكومة الاسرائيلية لوقف عدوانها على غزة، وأن تنديدها بقتل المدنيين في مخيم جباليا لم يكن سوى ضريبة كلامية دفعتها لأصدقائها الأوروبيين والعرب "لكنها في واقع الأمر لم تمارس أي ضغط حقيقي"، ما جعل اسرائيل تستنتج ان يد الجيش طليقة في مواصلة عملياته حتى بعدما تبدأ الطائرات الاميركية تفجير بغداد.