تباينت ردود الفعل في البوسنة وصربيا، على الحكم بالسجن 11 سنة الذي أصدرته محكمة الجزاء الدولية في لاهاي ضد رئيسة صرب البوسنة السابقة بيليانا بلافيتش. واعتبر الذين عانوا اضطهاد الصرب ان الحكم لا يتناسب مع جسامة جرائم التعذيب والقتل والتطهير العرقي، فيما أكد "المعتدلون الصرب" تعاطفهم مع بلافيتش. وفي استطلاع للرأي العام المسلم في البوسنة أجراه تلفزيون ساراييفو، أعربت الغالبية من المشاركين فيه، عن امتعاضها "لأن المحكمة اختارت السبيل الرمزي والمساومة، متخلية عن الواقعية التي يتطلبها التزام العدالة". وقال العضو المسلم في هيئة الرئاسة البوسنية سليمان يتهيتش: "كنت أحد ضحايا قساوة بلافيتش، وأبصرت ما ارتكبته من آثام، لذا فأنا واثق من أن هذا الحكم البسيط الذي صدر ضدها لا يمكن أن يمثل العدالة". وقالت خيرية تساليتس رئيسة تجمع أمهات ضحايا سريبرينيتسا شرق البوسنة حيث قتل الصرب صيف 1995 أكثر من 8 آلاف مسلم: "زادت آلامنا عندما سمعنا بهذا الحكم البسيط الذي لا يتفق مع مشاركة بلافيتش في التخطيط لذبح أبنائنا، انها من كبار القتلة". الصرب وفي بلغراد، أعرب وزير العدل الصربي فلادان باتيتش عن تألمه من الحكم الذي أصدرته محكمة لاهاي على بلافيتش. ودعا الى بذل المساعي لدى الجهات الدولية لتوفير نوع من الإفراج لها، على أساس أن عمرها يزيد عن 70 سنة. واقترح باتيتش أن تقضي محكوميتها من خلال "إقامة إجبارية" في منزلها في بلغراد. أما ميلوراد دوديك الذي كان رئيساً لحكومة صرب البوسنة أثناء رئاسة بلافيتش والمتحالف سياسياً معها فانتقد المحكمة "لأنها لم تتخذ القرار المناسب تجاه بلافيتش". وأضاف: "ليس مقبولاً ان تكون هذه الصربية مذنبة في الحرب البوسنية، فيما الرئيس السابق المسلم علي عزت بيغوفيتش يحتسي القهوة في منزله في ساراييفو". لكن رئيس حكومة صرب البوسنة الحالية دراغان ميكيريفيتش من مؤيدي رادوفان كاراجيتش وصف الحكم بأنه "لا يهمه، لأن القضية أصبحت مشكلة خاصة لبلافيتش نفسها منذ أن اعترفت للمحكمة بأنها مذنبة". ورأت صحف بلغراد أن شهادة وزيرة الخارجية الأميركية السابقة مادلين أولبرايت، كانت السبب الرئيس في تخفيف الحكم على بلافيتش، إذ دافعت أولبرايت عنها بأنها "لعبت دوراً مهماً في تنفيذ اتفاق السلام في دايتون نهاية 1995". ومعلوم ان أولبرايت كانت ارتبطت بصداقة مع بلافيتش حين كانت الأخيرة رئيسة لصرب البوسنة وأثرت فيها كي تتخلى عن كاراجيتش. ويذكر أن بلافيتش هي من صرب البوسنة، وكان والدها من أثرياء مدينة توزلا شمال شرق وتحمل شهادة الدكتوراه، وعملت سنين طويلة أستاذة لعلوم الأحياء في جامعة ساراييفو.