وصل رئيس اللجنة الدولية للمراقبة والتحقق والتفتيش انموفيك هانس بليكس والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي الى بغداد أمس، لاجراء محادثات حاسمة مع السلطات العراقية التي اكدت استعدادها لتقديم تنازلات في وقت يخيم فيه شبح الحرب على المنطقة. واكد العراق حرصه على نجاح مهمة بليكس والبرادعي، لكنه دعاهما الى عدم "الخضوع للابتزاز الاميركي". بدأ كبير المفتشين الدوليين هانس بليكس ومدير الوكالة الدولية للطاقة محمد البرادعي نشاطهما في بغداد الذي يستمر اليوم ايضا باجتماع مع المسؤولين العراقيين في مقر وزارة الخارجية في بغداد، كما اعلن المركز الصحافي التابع لوزارة الاعلام العراقية. واستقبلت بليكس والبرادعي في بغداد تظاهرة نظمها عدد من دعاة السلام الاميركيون. وقال بليكس للصحافيين اثناء دخوله مع البرادعي الى مقر وزارة الخارجية "نشعر بتفاؤل في امكان تحقيق نجاح". واجاب البرادعي ردا على سؤال عما اذا كانت المحادثات هي الفرصة الاخيرة قائلا "انها فرصة مهمة ولكنها ليست الاخيرة. ستكون هناك فرص اخرى". واستقبل بليكس في بغداد زوجة زعيم الجبهة الوطنية اليمينية الفرنسية جان ماري لوبن برفقة احد عناصر الحركة. وقال جان ميشال دوبوا عضو المكتب السياسي للجبهة والامين العام لجمعية "اس او اس طفل العراق": "استقبلنا بليكس في غرفته بالفندق واكد لنا بالفرنسية تصميمه على حل المشكلة بالطرق السلمية غير ان هناك عقبات". واشار الى ان الجبهة الوطنية اقترحت عليه ان يقوم الامين العام لمنظمة الدول الفرنكوفونية بطرس غالي بوساطة في النزاع بين العراق والولايات المتحدة. ورفض المسؤولان قبل مغادرتهما لارنكا الإدلاء بأي تعليق. وقال بليكس ردا على سؤال عن لقاء محتمل مع الرئيس صدام حسين: "اننا لا نتكهن بشيء. سنعقد مؤتمرا صحافيا مساء الاحد" من دون تقديم مزيد من التوضيح. وكان صرح في وقت سابق لمحطة "سي ان ان" التلفزيونية الاميركية بانه ينتظر من بغداد "تعاونا جوهريا"، والكشف عن الاسلحة المحظورة في حال امتلاكها لها وان تقدم "تفسيرا ملائما" لطريقة تخلصها منها. واشار البرادعي من جهته الى انه يتوقع "تغييرات مهمة في شأن بعض المسائل وخصوصا تحليق طائرات "يو 2" الاميركية للتجسس، واللقاءات على انفراد مع العلماء العراقيين". وفي بادرة حسن نية، تمكن المفتشون من استجواب ثلاثة علماء عراقيين على انفراد من دون حضور مسؤولي ادارة الرقابة الوطنية المكلفة التنسيق مع المفتشين. وكان العلماء العراقيون يصرون حتى الان على حضور هؤلاء المسؤولين. واعرب بليكس عن امله بأن يمثل هذا الامر "تييرا في موقف العراق". ويقدم بليكس والبرادعي في 14 الشهر الجاري، تقريرا عن زيارتهما الى مجلس الامن المنقسم في شأن العراق. وحصل أول لقاء منفرد مع عالم عراقي الخميس، وتبلغ بليكس باجرائه فأقر بأن العراقيين "يبذلون على ما يبدو جهودا" للتعاون مع المفتشين واوضح الناطق باسم المفتشين هيرو يواكي ان العلماء الذين قابلهم المفتشون هم عالم رفيع المستوى وخبير في الصواريخ وآخر في الكيمياء، مشيرا الى ان المقابلات اجريت من دون وجود شهود عراقيين. واعتبر السفير العراقي الى الاممالمتحدة محمد الدوري مساء الجمعة ان التوصل الى حل لمشكلة طائرات التجسس الاميركية امر ممكن. وقال: "يمكنهم بليكس والبرادعي مع المسؤولين العراقيين ربما ايجاد حل. هذه مسألة فنية وليست قضية مبدئية لاننا لسنا ضد تحليق طائرات يو 2".