انتقدت الأممالمتحدة موقف العراق من استجواب العلماء العراقيين على انفراد، وأكدت تحليق طائرة تجسس اميركية من طراز "يو-2" للمرة الاولى في اجواء العراق أول من أمس، إضافة الى استجواب المفتشين، للمرة الثانية، مهندساً عراقياً في استخدام انابيب الالمنيوم تشتبه الولاياتالمتحدة في استخدامها لاستئناف البرنامج النووي. وانتقدت بغداد الصمت العربي حيال التهديدات الأميركية، واتهمت واشنطن ب"ازدراء" الرأي العام العالمي. أعلن الناطق باسم المفتشين الدوليين في بغداد هيرو يواكي ان عدداً من العلماء العراقيين اشترطوا لعقد مقابلات خاصة تسجيلها صوتياً، وقال ان ذلك "غير مقبول". وأوضح ان خبراء في لجنة المراقبة والتحقق والتفتيش "انموفيك" أجروا حتى الآن مقابلات خاصة مع ثلاثة علماء فقط. وأضاف ان علماء كثيرين آخرين وافقوا على عقد مقابلات خاصة معهم لكنهم طالبوا بتسجيل المقابلة، وهو شرط يرفضه المفتشون. ويعتقد المفتشون ان العلماء العراقيين باستطاعتهم تقديم معلومات مهمة لا يمكنهم الادلاء بها اثناء وجود ممثلين عن الحكومة أو اجهزة تسجيل. من جهة أخرى، أكد يواكي ان طائرة استطلاع أميركية من طراز "يو-2" حلقت أول من أمس فوق الأراضي العراقية في مهمة استطلاعية، رافضاً تقديم المزيد من التفاصيل. ورداً على سؤال عما اذا كان العراقيون ومسؤولو الاممالمتحدة اتفقوا على شروط تحليق هذه الطائرات، قال يواكي: "بما ان التحليق حصل فهذا يثبت ان المسائل سويت". وكانت الاممالمتحدة تطالب بتحليق هذه الطائرات من دون شروط غير ان العراقيين طلبوا ان يتم ابلاغهم بمواعيد التحليق واماكن دخول ومغادرة الطائرات المجال الجوي العراقي. وأصدر المركز الصحافي التابع لوزارة الخارجية العراقية بياناً جاء فيه ان خبراء الأممالمتحدة تفقدوا أمس أكثر من عشرة مواقع، بينها ثلاثة مخصصة لانتاج صواريخ قصيرة المدى ورابع يتعلق بالبرنامج النووي. وقال يواكي في بيان صدر مساء أول من أمس ان خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية "استجوبوا في جلسة خاصة مهندساً عراقياً رفيع المستوى مرتبطاً بالحصول على انابيب للالمنيوم يبلغ قطرها 81 ملم". وعلم ان العالم العراقي الذي كانت له علاقة سابقة بالبرنامج النووي العراقي طلب تسجيل المقابلة من جانبه على شريط صوتي فوافق المفتشون على ذلك. ولم يكشف شيء عن طبيعة المعلومات التي أدلى بها. واوضح يواكي في تقريره اليومي ان الخبراء في مجال الاسلحة الكيماوية التابعين للجنة "انموفيك" واصلوا عملية تدمير اربع حاويات من البلاستيك تحوي غاز الخردل، وزار الخبراء أول من أمس مصنعاً يساهم في انتاج محركات تعمل بالوقود السائل وقطع لصواريخ "الفاتح"، كما تفقدوا "شركة الامين" التي تشارك في اختبارات صواريخ "الفاتح"، ومركز "أم المعارك". العراق مستعد لتدمير صواريخ "الصمود" الى ذلك، ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية، نقلاً عن مصادر قريبة من دوائر القرار العراقي ان بغداد قد تكون على استعداد لتدمير برنامجها للصواريخ المتوسطة المدى التي اعلنت الاممالمتحدة انها تتجاوز المدى المسموح به. وبدأ المفتشون الدوليون في العراق في الايام الاخيرة وضع جداول لصواريخ "الصمود 2" التي قال رئيس "انموفيك" هانس بليكس امام مجلس الامن انها تتعارض مع نصوص اتفاق وقف اطلاق النار بعد حرب الخليج الثانية 1991 الذي يمنع بغداد من حيازة صواريخ يتعدى مداها 150 كلم. وفي غضون ذلك، تابعت الولاياتالمتحدة استهدافها البطيء لقدرات الدفاع الجوي العراقي خصوصاً في غرب العراق وجنوبه. وقصفت طائراتها راداراً متحركاً قرب الرطبة على بعد حوالي 400 كلم غرب بغداد. واعلنت القيادة المركزية الاميركية في فلوريدا في بيان ان "طائرات التحالف قصفت، رداً على تهديدات عراقية ومستخدمة اسلحة توجه عن بعد، راداراً متحركاً كان يمد الدفاع الجوي العراقي بمعلومات"، واضافت ان هذا القصف جرى بعدما "نقلت القوات العراقية الرادار الى منطقة الحظر الجوي في الجنوب ما يشكل تهديداً لطائرات التحالف المكلفة مراقبة المنطقة". الى ذلك أ ف ب اتهمت بغدادواشنطن ب"ازدراء" الرأي العام العالمي وتحديه، وانتقدت في الوقت نفسه "الصمت" العربي حيال التهديدات الأميركية بشن حرب على العراق. وكتبت صحيفة "الجمهورية": "ان مستشارة الامن القومي الاميركي كوندوليزا رايس تبدو غير عابئة بالرأي العام الاميركي وغير مكترثة بالرأي العام الاوروبي والعالمي ... بل تضرب به بعرض الحائط". واضافت: "بعد اعتراضات معظم اعضاء مجلس الامن الجمعة على المنهج الاميركي العدواني ضد العراق، ظهرت رايس على الملأ ... لتقول ان واشنطن ستتخلى قريباً عن خيارها الديبلوماسي في تعاملها مع العراق". من جهة أخرى، انتقدت صحيفة "بابل" التي يديرها عدي صدام حسين النجل الاكبر للرئيس العراقي "الصمت" العربي ازاء التهديدات الاميركية بشن حرب على العراق. واعتبرت ان المواقف العربية في المنطقة "مائعة" مؤكدة ان "اللحظة تتطلب موقفاً ينسجم وحجم التهديدات وطبيعتها".