صدرت رواية "زبيبة والملك" التي تؤكد الاوساط الثقافية العراقية ان مؤلفها هو الرئيس صدام حسين، للمرة الاولى في دولة غربية هي فرنسا. وكتب على غلافها "حب وخيانة ومؤامرات وحروب"، وهي تحكي قصة شابة من عامة الشعب وملك في بلاد الرافدين القديمة. وتشهد رواجا" كبيرا في العراق ولم تترجم قبل ذلك الا إلى اللغة الصينية. وتبدو الرواية التي كتبت في العام 2000، مجموعة افكار عن سلطة الشعب ومؤامرات الاعداء. وعن اغتصاب زبيبة كتب المؤلف ان "الاغتصاب هو اسوأ ما يمكن ان يحدث سواء كان اغتصاب امرأة او وطن من قبل جيوش غازية او حق من قبل اي مغتصب". ويقف وراء صدور الرواية بالفرنسية مبادرة قام بها الناشط جيل مونييه الامين العام لجمعية الصداقة الفرنسية العراقية، والذي يقيم علاقات مع العراق منذ 1975 ويتصل باستمرار بنائب رئيس الوزراء طارق عزيز، ويدعو الى رفع الحظر عن العراق. ويقول ان هدف مبادرته "كشف العالم الداخلي" لصدام حسين "بعيداً عن الصورة الساخرة التي تنشرها وسائل الاعلام". نقل مونييه، في 2001، نسخاً من الرواية سراً من العراق الى فرنسا، لان الكتب لا يمكن ان تخرج من هذا البلد الا باشراف لجنة العقوبات التابعة للامم المتحدة. ويؤكد اليوم، في غياب حساب مصرفي يمكن تحويل ريع بيع الرواية اليه، انه مستعد لتسليم جمعية الهلال الاحمر العراقية نقداً عائدات هذا البيع. وطبع من "زبيبة والملك" في فرنسا ثلاثين ألف نسخة أولاً. وقال رئيس دار النشر "روشيه" جان بول بيرتران مدافعاً عن نشر الكتاب: "لم أزر العراق أبداً ولست مع ولا ضد ولست خبيراً في السياسة بل في النشر وأساهم في إصدار نص لا يمكن مقاطعته لأنه لا يتضمن خصوصا دعوة الى القتل". ويرى "انها شهادة. ومع كل ما يجري من المهم إضافة قطعة جديدة الى الملف العراقي". ووقع رئيس دار النشر الذي يملك حقوق نشر الرواية في كل انحاء العالم باستثناء الصين وروسيا والدول العربية عقوداً مع دار نشر يونانية وفي اليابان وايطاليا واسبانيا ولكن ليس في الولاياتالمتحدة. وقال: "لا شك في ان الناشرين الاميركيين مهتمون، لكنني لا اعرف هل يملكون الجرأة في الوقت الحالي على نشره". ويسعى الناشر في الوقت نفسه إلى "اختبار السوق الاميركية" عبر توزيع الرواية بالفرنسية في مقاطعة كيبيك الكندية منتصف الشهر الجاري. ويعمل مونييه على ترجمة ثالثة روايات صدام حسين "رجال ومدينة" التي يروي فيها الرئيس العراقي مرحلة شبابه. اما الرواية الثانية فهي "القلعة الحصينة". وكانت الصحف العراقية ذكرت ان مؤلف الروايات الثلاث انجز رواية رابعة سيعلن اسمها وتطرح في المكتبات في وقت لاحق من هذا العام. وقد تحولت احداث "زبيبة والملك" في العراق مسرحية عرضت على خشبة المسرح الوطني في بغداد في نهاية نيسان ابريل الماضي. وتحكي الرواية قصة ملك يسعى إلى الاقتراب من الشعب، إلا أن الاوساط الفاسدة القريبة منه تمنعه من تحقيق ما يبغي. ويقلب لقاء الملك بزبيبة مجرى حياته بينما يحيك تجار اثرياء وزوج زبيبة وحزقيال اليهودي "الذي يقوم بمضاربات ضد العملة الوطنية" مؤامرة مع العدو ضد البلاد. وينضم الملك في المعركة الاخيرة الى اتباعه لمواجهة العدو وتسقط زبيبة في المعركة وتصبح "شهيدة الشعب" ويهزم "الاجنبي". ويعقد "مجلس الشعب" اجتماعاً لاتخاذ قرار بشأن الغاء النظام الملكي فتؤيد العامة ذلك، في حين تعارضه الطبقة البورجوازية. وتسود النقاشات اجواء من التوتر عندما تعلن وفاة الملك وفاة طبيعية، ويتولى الشعب السلطة.