السرقة الفنية تهمة جديدة قد تضاف الى لائحة الاتهامات الطويلة التي ينتظر ان يواجهها الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين في محاكمته الموعودة التي لم يحدد زمانها ومكانها بعد. اذ أعلن الرسّام الكندي جوناثان إيرل باوزر انه يدرس مقاضاة الديكتاتور العراقي السابق بسبب استخدام لوحته "اليقظة" على غلاف رواية "زبيبة والملك" الصادرة عام 2001 والمنسوبة إلى صدام حسين. وقال الفنان الانطباعي 39 عاماً المقيم في شارلوت تاون الكندية في اتصال مع "الحياة": "إذا كان صدام لا يزال يملك حفنة من الدولارات، فأظن أنه مدين لي ببعضها. وإن كنت لا أتوقع الحصول على فلس واحد لانني أعتقد ان أيامه باتت معدودة، وهو أمر لا يزعجني في أي حال". وأضاف أنّ "المحامين أكدوا لي بأن قانون الملكية الفرديّة الأميركي لا يطال العراق، ولا أعلم ما إذا كان الوضع سيتغيّر في ظلّ الوضع السياسيّ الجديد". وأكد باوزر ان "اليقظة" التي رسمها عام 1998 وتظهر فيها "سيّدة الربيع" توقظ الأرض النائمة بفعل الشتاء، وترفرف من حولها سبع حمائم بيضاء و180 فراشة، "لوحة فريدة لا مثيل لها وهي نتاج قلبي ويدي. أملك رخصة مسجلة بذلك وصدام سرقها مني، تماماً كما سرق كلّ ما رغب به". وزاد: "أساء الديكتاتور استخدام تحفتي الفنية وقلّل من شأنها بحيث لا يمكنني إصلاح ما دمّر". ونفى أي فضل لصدام حسين في ذياع صيته، على رغم اقراره بأن الطلب على اللوحة "زاد منذ نشر الرواية، إلا أنها كانت بيعت ولم يعد في مقدوري جني أي ربح نتيجة لذلك". وقال الفنان الكندي: "ربما أثارت رواياته صدام حشرية التعرف على النوع الفني الذي يهواه الديكتاتور السابق، الى جانب عشقه المعروف للتعذيب والقمع"، لافتاً الى ان "مصادر جديرة بالثقة" أكدت أن "زبيبة والملك" وما أعقبها من روايات كانت توقع باسم "لكاتبها" ألفتها "لجنة تحت إشراف الطاغية". ونفى باوزر علمه بأصحاب الرسوم التي استخدمت على بقية المؤلفات المنسوبة إلى "الكاتب المجهول نفسه". وأردف مازحاً: "آمل العثور على أسلحة الدمار الشامل في مخزن مهجور وفوقه رزمة من الرواية" التي وقعت دار نشر "لو روشيه" عام 2002 اتفاقاً لترجمتها إلى الفرنسية ونشرها ضمن معرض فرانكفورت الدولي للكتاب، على أن توزع في الأسواق في كانون الأول ديسمبر الجاري. وإلى جانب "زبيبة والملك" التي تحولت لاحقاً إلى عمل مسرحي، صدرت روايتان حملتا توقيع "لكاتبها" هما "رجال ومدينة" و"القلعة الحصينة"، وأدرجت جميعها في حزيران يونيو 2002 ضمن مناهج التدريس في العراق، اضافة إلى "اخرج من هنا عليك اللعنة" التي لم تبصر النور بعدما كان مقرراً أن تطرح في الأسواق قبيل الغزو الأميركي - البريطاني في 20 آذار مارس الماضي.