بدأ وزير الخارجية العراقي السيد ناجي صبري امس زيارة مفاجئة لطهران. وفي حين قال مسؤولون ايرانيون انه جاء ليعرض نتائج محادثات اجرتها طهران مع دول أوروبية في شأن احتمالات وقوع الضربة، تردد ان صبري سيعرض على الايرانيين "شراكة استراتيجية" من منطلق ان بلادهم ستكون الهدف الثاني للأميركيين بعد العراق. وتأتي زيارة صبري التي تستمر يوماً واحداً في اعقاب محادثات قصيرة كان نظيره الايراني كمال خرازي اجراها مع رئيس الوزراء البريطاني توني بلير في لندن الاسبوع الماضي وبعد زيارة لطهران قام بها كريس باتن مفوض الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي. وقال مسؤول ايراني كبير ل"رويترز": "جاء صبري للبحث في نتائج محادثات ايران مع دول أوروبية". وقال مراقبون امس ان بغداد تسعى من خلال زيارة صبري لطهران الى البحث مجدداً عما تسميه ب"شراكة استراتيجية بين البلدين" الجارين في مواجهة حرب اميركية قد تكون طهران هدفها الثاني بعد بغداد. ولا يبدو ان المسؤولين العراقيين متفائلون للدرجة التي يتوقعون فيها قبول جيرانهم الايرانيين بمبدأ "الشراكة" المطروح عليهم. لكنهم يريدون في أقل تقدير ان يتجاوبوا مع الرؤية العراقية اكثر من السابق، وان يتم وضع هذا "التجاوب" في اطار اجراءات عملية، قد يكون من بينها ممارسة ضغط ما على المعارضة العراقية - الاسلامية المسلحة التي تنشط من بعض المدن الايرانية المحاذية للحدود مع العراق، والتي قد يكون لها دورها في العمل العسكري الذي تخطط له واشنطن ضد العراق. وتعتقد مصادر ديبلوماسية في بغداد ان الحكومة العراقية قد تكون هذه المرة مستعدة لمناقشة مسألة الحد من نشاطات منظمة "مجاهدين خلق" المعارضة لنظام الحكم الايراني داخل العراق، وصولاً الى صيغة تقوم على محددات معينة لتأهيل العلاقات بين البلدين في مواجهة التوجهات الاميركية في المنطقة. وترى بغداد انه في حال دعمت ايران المعارضة العراقية - الاسلامية المسلحة، على النحو الذي فعلته في حرب 1991، فإن ذلك لن يكون خطأ في التقدير والحسابات فحسب، وانما قد يشكل "خطأ قاتلاً"، باعتبار ان الاميركيين سيتجهون مباشرة الى ايران بعد العراق، بحسب الرؤية العراقية المعلنة.