كيب كنافيرال فلوريدا، هيوستن تكساس، واشنطن - رويترز، أ ب - وسعت إدارة الطيران والفضاء الأميركية ناسا الفرضيات في ما يتعلق بالاسباب المحتملة لتحطم المكوك كولومبيا، وذلك بعدما استبعدت أن تكون قطعة من المطاط الرغوي العازل التي انفصلت عن خزان الوقود الخارجي بعد قليل من إطلاق المكوك، قد أصابت جناحه الأيسر وسببت الحادث. وكانت قطعة المطاط التي تماثل في حجمها حقيبة صغيرة ظهرت في تسجيل فيديو وهي تتبخر عقب اصطدامها بأسفل جناح المكوك. ولكن رون ديتيمور مدير برنامج "ناسا" لرحلات "كولومبيا"، شكك في هذه النظرية، قائلاً إن قطعة المطاط الرغوي العازل، لم تكن ثقيلة أو منطلقة بسرعة تكفي للإضرار بالغطاء العازل والمقاوم للحرارة. وقال ديتيمور: "نحن نركز انتباهنا على ما لم نر. نعتقد أنه كان هناك شيء آخر". وأضاف أن فريق إدارة المكوك لا يعتقد بأنه كان يوجد أي جليد أسفل قطعة المطاط ربما يكون أسهم في إحداث ضرر. وظهرت لدى مصادر "ناسا" نظريات أخرى، تراوح بين انطلاق أجهزة تفجير على متن المكوك، أو اصطدامه بقطعة من نفايات فضائية، ناجمة عن حطام مركبات أخرى. وفي غضون ذلك، قال محللون إن ثقافة الثقة المفرطة في النفس التي تسود إدارة "ناسا" والاقتناع بأن الإبداع والعمل الدؤوب يمكنهما التغلب على ضعف الموازنات والمخاطر الكامنة في رحلات الفضاء، ربما كان عاملاً في كارثة "كولومبيا". وقالت الباحثة الاميركية ديانا فون إن "الموقف الذي يتمثل في أن أي شيء يمكن عمله، بما في ذلك إطلاق المكوك مرة أخرى على رغم الأخطاء في الأداء، يجعل الأمر مخاطرة مقبولة. أحياناً ينجح ذلك وأحياناً لا ينجح". وقالت فون مؤلفة كتاب بشأن القرارات التي سبقت حادث مكوك الفضاء تشالنجر عام 1986 الذي قتل رواد الفضاء السبعة الذين كانوا على متنه، أن مستوى المخاطر المقبولة في "ناسا" يتجه إلى الزيادة مع كل مرة تنطلق فيها رحلة ناجحة. وكانت اللجنة الاستشارية للسلامة في الفضاء وهي هيئة من الخبراء المستقلين تقدم المشورة إلى الكونغرس و"ناسا"، قالت العام الماضي إنه في وقت لا توجد تنازلات بشأن السلامة في إدارة الطيران والفضاء، فإن المستقبل يبدو كئيباً من دون ضخ أموال كبيرة في موازنة الإدارة.