نجيب ساويرس صناعة وطنية خالصة، صناعة بالفطرة ورثها عن والده أُنسي ساويرس. أُنسي الوالد يعتبر نجيب الابن صديقه المقرب فهو أكبر ابنائه، لكن الحب واحد لكل الابناء نجيب وسميح وناصف لا تفاوت في درجاته. أنسي عارض نجيب عندما دخل مجال الهاتف النقال بحصوله على صفقة الشركة الاولى في مصر "موبينيل" العام 1996 لأنه حقل جديد على مجموعة اوراسكوم التي أسسها أنسي مطلع السبعينات، وسألنا الأب عن سبب الاعتراض، فقال: عملي الأساسي هو المقاولات واعتبره المحور لأنشطتنا الأخرى، والاتصالات كانت مجالاً جديداً علينا، لا خبرة لنا فيه ومن الصعب على رجل الأعمال أن يستثمر أمواله في حقل لا يفهمه. ويستطرد الوالد: كون نجيب تخرج في الجامعة الدولية في لوزان، وهي أصعب دراسة للهندسة في العالم، فقد مكّنه ذلك من اقتحام مجال الاتصالات والانترنت. وعلى رغم انني خسرت جهد نجيب في المقاولات إلا أنني سعيد بما حققه من نجاحات في أعماله الحالية وأصبح ما شاء الله اسماً كبيراً يشرّف أي أب هو وأخواه، وما دام نشاطهم لمصلحة الوطن فلا مانع عندي من اقتحام أي مجال جديد. ويقول الاب عن سياسة المجموعة الأكبر في مصر حالياً بأنها تكنّ الاحترام للحكومات السابقة والحالية فالكل أوفى بالتزاماته، ونحن كدافعي ضرائب حصلنا على حقوقنا من الجميع من تسهيلات ومساندة ودعم، ومن العيب ان يطلب كل شخص من الحكومة أن يحقق مصلحته، الحكومة ليست ملكاً لأحد، بل لا بد من العمل وبذل الجهد وعدم إلقاء العبء على المسؤولين. وعن عائلته يقول: أولادي تربيتي وأنا تربيت جيداً، ولم أتوقع إخفاقهم في شيء، المهم أنهم يعشقون ما يقومون به من أعمال، فقد غرست فيهم هذا الشعور. هكذا يلخص الأب الذي لا يحب الظهور الإعلامي اطلاقاً، سياسة مجموعة "اوراسكوم" ككل. ومن ثم كان ضرورياً لقاء ابرز عنصر في تلك المجموعة وهو "اوارسكوم تليكوم" ورئيسها المهندس نجيب ساويرس ليشمل الحوار: نشاط الشركة عربياً واقليمياً ومحلياً، وبدأناه بالصفقة الأهم للشركة والخاصة ببيع حصتها في شركة "فاست لينك" الأردنية لشركة الاتصالات المتنقلة الكويتية "ام تي سي": يرى خبراء أن "أوراسكوم" تمر بفترة تعثر مالي أثرّت على نشاطها والدليل بيعها حصتها في "فاست لينك" الأردنية، ما تعليقك؟ - هذا كلام غير صحيح، لأن هناك أسباباً أدت في جملتها إلى بيع "فاست لينك"، وتتضمن تخفيض الديْن، كما أن العمليات الأخرى لأوراسكوم تليكوم تقدم توقعات أكبر للنمو والإيرادات، فقبل البيع كانت الشركة تعاني من نقص الموارد المطلوبة لتعظيم امكانات النمو في عملياتها الأساسية. ويعتبر العرض الذي قدمته شركة الاتصالات المتنقلة الكويتية قيمة عادلة لشراء "فاست لينك" كما أنه سيتم دفع ما يزيد على 93 في المئة من السعر نقداً. ما المقابل الذي ستحصل عليه أوراسكوم من بيع الحصة المذكورة؟ - ستحصل أوراسكوم على 9،373 مليون دولار نقداً بالإضافة إلى إعفاء من دين قدره 20 مليون دولار تتحمله "إم تي سي" وحصة في أوراسكوم تليكوم الجزائر التي كانت تمتلكها "فاست لينك" من قبل، أي أن إجمالي المقابل الذي ستحصل عليه أوراسكوم، كما أعلن مسبقاً هو 9،423 مليون دولار. ما أثر البيع على صافي مديونية شركتكم؟ - ستسهم عملية البيع في تخفيض صافي مديونية أوراسكوم بمبلغ 9،556 مليون دولار بافتراض تقدير صافي مديونية قدره 183 مليون دولار لدى "فاست لينك" في نهاية سنة 2003. كيف ستقومون بتوظيف العائد؟ - سيتم استخدام عائد البيع لتخفيض مديونية أوراسكوم ومساعدتها في تمويل عملياتها الأساسية الحالية. وتمثل هذه الصفقة أكبر خطوة اتخذت حتى الآن على طريق تنفيذ خطة أوراسكوم في إعادة هيكلة موازنتها. لأوراسكوم تليكوم وجود مميز وجاد في دول عربية عدة باستثناء سورية، ما تعليقكم؟ - ذلك يؤكد أن هناك خللاً في سياسة الشريك السوري، فمع كل شركائنا في الدول الاخرى نحظى بدعم مشترك لكن للأسف الوضع في سورية ما زال معلَّقاً، حصلنا على اكثر من حكم من القضاء البريطاني والنمسوي للحصول على حقوقنا كاملة، وللأسف، على رغم هذه الاحكام، يأتي القضاء السوري بخلاف ذلك، فالطرف السوري مدعوم بطريقة أو بأخرى، ومن ثم من الصعب الحصول على حكم عادل، حكم يعطي كل ذي حق حقه. هل هناك مُصالحة مع الشريك السوري؟ - مجرد شائعات ثبت عدم صحتها، ولم تكن أوراسكوم مصدرها، وأعتقد بأنه لا توجد أي نية لدى الطرف السوري لحل الموضوع ودياً. وفي حال ابدائه الحل الودي هل تمانع؟ - لا نمانع في ذلك، نرغب في حل الموضوع. لكن ضمن سياستنا وأهدافنا ومن دون المساس بحقوقنا. وماذا عن الوضع في تونس؟ - حققنا نجاحاً منقطع النظير، وهناك اضافة نحو 5000 مشترك في اليوم، وذلك مفاجأة سارة لنا لأن ذلك أكبر من توقعاتنا فالمشتركون وصلوا إلى 70 ألف مشترك خلال 4 اسابيع وعلى قائمة الانتظار هناك 120 ألفاً وهو رقم ممتاز بكل المقاييس، والمشاركة مع الشركة الكويتية تمضي قدماً وبنجاح. بالنسبة إلى الجزائر أين تسير اوراسكوم؟ - الوضع جيد جداً نضيف بين 1500 - 2000 خط في اليوم والمشتركون وصلوا الى 350 ألفاً وطموحاتنا أن نصل الى 500 ألف في السنة الاولى من التشغيل والرقم المذكور ليس بعيداً عن المستهدف. وماذا عن المشاكل التي أثيرت بخصوص أوراسكوم هناك؟ - كانت هناك حملة في الصحف الجزائرية، لكنّنا لم نكن مستهدفين ولم نكن المعنيين بها. ونحن نتمتع حاليًا بكل مقومات النجاح والعلاقات الطيبة مع الجهات المعنية… لا توجد أي مشاكل. هل صحيح أن عدد المشتركين في باكستان تجاوز ال900 ألف؟ - بداية أؤكد ان الوضع في باكستان اكثر من عظيم وسنحتفل في نهاية الشهر بالمشترك المليون ولك أن تتخيل اننا دخلنا هذه الدولة عام 2000 وكان عدد المشتركين 80 ألفاً فقط ذلك يعني اننا نجحنا بطريقة لافتة للنظر، ونأمل السنة الجارية بأن يكون عدد المشتركين مليونين. بالنسبة إلى لبنان هل ما زلتم عند رأيكم بضرورة دخول السوق؟ - لبنان بلد مغر والنظام الاقتصادي نظام حر، وبالتالي هو سوق مهمة وإن شاء الله سندخل في مناقصات للدخول إلى السوق. لبنان من بين الدول القريبة جداً إليّ. الدخول في فلسطين او الاراضي المحتلة ماذا عنه؟ - وقعنا اتفاقية تفاهم مع السلطة الفلسطينية على رخصة المحمول الثانية ونحن بانتظار هدوء الوضع السياسي لأنه من الصعب العمل في هذا المناخ، ولا أخفي عليك أنني اتطلع لمثل هذا اليوم. هناك توقعات شراكة مع شركة عربية أخرى اضافة الى الوطنية الكويتية والكويتية المتنقلة؟ - استراتيجيتنا من البداية واضحة جداً، وانت ترى أن كثيراً من الشركات المحلية يسير على خطانا ويتوسع اقليمياً، وكنا ننادي بهذا الكلام في السابق، لكنني متأكد أنه في النهاية سيحدث في السوق العربية - مثلما حدث في السوق الاوروبية - أي أن الشركات تتجمع لبناء الكيان العربي الكبير لأن يداً واحدة لا تصفق. نحن على استعداد لأي شراكة مع شركة عربية لتحقيق جزء من ذلك. وأكثر من مرة طالبنا بهذا التوجه عربياً لكن للأسف لم نجد الشريك الكفؤ في السابق، وأعتقد أننا والشركاء الكويتيين في الطريق الصحيح. وفي ما يخص اوراسكوم تليكوم ستكون الاستراتيجية هي عدم بيع أي من الاصول الاخرى، وبعد أن سددنا بالفعل فوق ال350 مليون دولار اصبح الدين العام على الشركة صحياً ولا توجد رغبة في بيع أي من الاصول الاخرى بل بالعكس سنستثمر بقية العائد في شركاتنا لتعظيم قيمة اوراسكوم. معنى ذلك ان التعاون مع الشركتين الكويتيتين يأتي في اطار خطة اوراسكوم وليس اضطراراً؟ - طبعاً يأتي في اطار الاستراتيجية ونتحدث معهم في مواضيع عدة، والحقيقة حدث نوعٌ من التآلف والعلاقة الوثيقة. وكلانا مرتاح للتعاون مع الآخر وقد نتوسع في هذا التعاون مستقبلاً. وصَفَ أحد المستثمرين دخول اوراسكوم إلى فلسطين والأراضي المحتلة أو مجرد الحديث عن ذلك جرأة لا يمكن لأي شركة أخرى الإقدام عليها؟ - اعتقد بأن اوراسكوم منذ بدايتها لا تنقصها الجرأة وما قاله المستثمر العربي صادق مئة في المئة، وفلسطين بالنسبة لنا هي في وضع خاص، ومكانتها في قلوبنا، ولن نهدأ حتى يتم حل القضية ونساهم بمجالنا الاصلي بما نستطيع. السوق المصرية وأوضاع الشركة الثالثة للمحمول والتي تتبع الدولة وتبدأ خدماتها قريباً، أين تراها؟ - عندي قناعة تامة بأن الشركة الثالثة ليست لها جدوى اقتصادية، وفي "موبينيل" اجرينا دراسات لنرى الوضع كيف سيكون، ووضعنا انفسنا مكان الشركة الثالثة وانتهينا الى هذا الرأي. وبالتالي أنا كمواطن مصري يبغي المصلحة وليس كصاحب شركة منافسة يخشى تلك المنافسة، اعتبر أن هذا الاستثمار غير مُجدٍ، خصوصاً أن كل التقييمات بالنسبة إلى شركات الاتصالات في العالم هبطت بصورة ضخمة جداً وبالتالي فإن إعادة بناء ذلك تتطلب استثمارات ضخمة. في السوق المصريه حديث بأنكم تنوون الحصول على توكيل BMW بعد وعكة اقتصادية حادة ألمت بصاحبه رجل الاعمال حسام ابو الفتوح، ما تعليقك؟ - غير صحيح هذا الكلام، هذه شائعة مُختلقة مصدرها انني سألت عن المهندس حسام ابو الفتوح عندما تعثر وعرضت تضامني معه كرجل اعمال، وتزامن ذلك مع استفسار السفير الألماني من اخي ناصف عن كيفية التصرف في هذا الوضع فاعتبر بعضهم ان عملية التوكيل هي نصب أعيننا، وهذا غير صحيح. ورأينا الشخصي ان يستمر التوكيل مع ابو الفتوح ولا يخرج عن النطاق العائلي، وأعتقد بأنه لا مبرر لأن يسعى بعضهم الى تدمير رجل أعمال بهذه الصورة، وتقسيم نشاطه الاقتصادي بين بعض رجال الاعمال. هذه ليست اخلاقنا على الاطلاق، ثم ان هذا المجال بعيد تماماً عن أنشطتنا ولو كانت لدينا النية كنا دخلنا في الماضي. لكن رجال اعمال بارزين يروجون لهذا الموضوع ويؤكدون انكم ستوقعون العقد قريباً؟ - كما قلت لك لا علاقة لنا بهذا الموضوع، والايام المقبلة ستؤكد ذلك، نحن نتمنى للجميع كل الخير. بالنسبة إلى خريطة التكنولوجيا في مصر، ما تعليقك عليها؟ - أرى أن وزارة الاتصالات في مصر من افضل الوزارات في المنطقة العربية ككل، ويتولاها وزير على درجة عالية جداً من الاحترام والتقدير ويحظى برؤية شاملة لتطوير السوق، فالوزارة تتعامل بحيدة تامة مع السوق. الوزير أحمد نظيف يمتلك من الخبرة والحكمة ما يؤهله لإضافة الكثير من انجازات قائمة بالفعل، وهناك نشاط فائق في مجال الانترنت وزاد عدد مستخدميه بصورة كبيرة، وتخفيض سعر الحاسب الشخصي يشجع على المنافسة الشريفة. وما رأيك في وضع الاقتصاد عموماً؟ - أنا غير متفائل في ظل الاحداث القائمة، فالمنطقة للأسف بأحداثها الساخنة لا تُشجع على جذب استثمارات وهناك ضربات قوية على مجالات عدة في مقدمها السياحة، وأتوقع المزيد من السوء في ظل تقلبات السوق. وضعك مع البنوك ما اخباره، هل هناك مشاكل؟ - لا توجد أي مشاكل لا في السابق ولا حالياً والقرض الوحيد المحلي قمنا به لزيادة استثماراتنا في الداخل، اما استثماراتنا الخارجية فقد تم تمويلها بمعرفة الموردين الاساسيين لنا وهي الكاتيل وسيمينس وموتورلا بدليل سدادنا 300 مليون دولار لهؤلاء، وموازنتنا معلنة ولا نخفي شيئاً على أحد. سيرة ذاتية * الاسم: نجيب أنسي نجيب ساويرس. * تاريخ الميلاد: 15/6/1954، سوهاج. * مجالات الخبرة: الهندسة الميكانيكية، التسويق الدولي، الإدارة، استيراد/ تصدير، المقاولات. * الخبرة الشخصية: - مدير مبيعات شركة أوراسكوم 1979 - 1981. - نائب رئيس مجلس إدارة شركة أوراسكوم "أنسي ساويرس وشركاه" 1981 - حتى الآن. - أسس قطاع المقاولات الصناعية في الشركة. - أسس قطاع مقاولات السكة الحديد. - أسس قطاع أوراسكوم للكومبيتر. - أسس قسم أجهزة القياس. - أسس قسم مبيعات معدات الاسمنت. - أسس قسم مشاريع ترميم الآثار. - أسس قسم الأجهزة التحليلية. - أسهم في تحقيق عقود عدة لمشاريع كثيرة. * خبرات أخرى: بادر بعمل الاتصالات اللازمة ثم حصل للشركة على توكيلات الشركات العالمية التالية: مجموعة شركات كروب في المانيا، شركة هيولت باكارد الأميركية، شركة لوسنت تكنولوجيز ايه تي ان تي سابقاً الأميركية، شركة يوليسيس الفرنسية، شركة جون دير الأميركية. * المؤهلات: ماجستير الهندسة الميكانيكية إدارة الأعمال من جامعة التكنولوجيا السويسرية آي تي اتش زيوريخ، سويسرا. - دبلوم من المدرسة الألمانية في القاهرة 1972. - ثانوية عامة، المدرسة الألمانية في القاهرة 1971. * اللغات: عربي، انكليزي، الماني، فرنسي.