دعا الرئيس اللبناني إميل لحود الى إعطاء الوقت والزخم الكافيين للمساعي المبذولة عربياً ودولياً لتجنيب المنطقة العربية ويلات الحرب، وأمل بخروج مجلس وزراء الخارجية العرب الذي يعقد اجتماعاً طارئاً في منتصف الشهر الجاري في القاهرة بناء على دعوة لبنانية بموقف يعزز التضامن العربي. وقال لحود أمام وكيل الإعلام الخارجي في الكويت الشيخ مبارك دعيج الإبراهيم الصباح على رأس وفد كويتي يضم عدداً من المسؤولين في وزارة الإعلام: "أن المرحلة الدقيقة والخطيرة التي تمر بها المنطقة تحتم على الدول العربية اعطاء خيار التضامن في ما بينها الأولوية المطلقة لمواجهة التحديات المرتقبة"، معتبراً "أن قرارات قمة المصالحة العربية التي عقدت في بيروت تشكل الإطار الذي يجمع في ما بين الدول العربية لأنها عكست بأمانة مشاعر الشعوب العربية وتطلعها الى وحدة في الموقف العربي". وكرر تحذيره من "أن الحرب ضد العراق إذا ما وقعت فإن تداعياتها لن تستثني أي دولة". وقال: "من هنا كانت دعوة لبنانالعراق الى التجاوب مع عمل المفتشين الدوليين وقرارات الأممالمتحدة وكذلك رفض الخيار العسكري الآحادي الذي سيعقد الأمور". ورداً على أسئلة أعضاء الوفد، أكد لحود "ان المرحلة المقبلة تتطلب تضامن جميع الدول العربية لنستطيع مواجهة التطورات المرتقبة لا سيما اننا نخشى ان تستفرد الدول العربية الواحدة تلو الأخرى، وهذا يصب في مصلحة إسرائيل التي تعمل على إضعاف العالم العربي وشرذمته حتى تكون القوة الأقوى في المحيط العربي". وشدد "على أهمية احترام كل الدول من دون استثناء لقرارات الشرعية الدولية لئلا يؤدي تجاهلها الى سيطرة شريعة الغاب وسقوط أي أمل لدى الشعوب بوجود هيئة دولية يمكن الركون اليها للحصول على حقوقها العادلة والمشروعة". وأكد دعم لبنان لسيادة الكويت واستقلالها وسلامة أراضيها وحرصه على إطلاق المعتقلين والأسرى الكويتيين وعودتهم سالمين الى بلدهم وأهلهم تطبيقاً لقرارات القمة العربية. وقال الشيخ الصباح بعد اللقاء: "ان كل العرب يترقبون بحذر ما يحصل الآن في منطقة الخليج والكل يريد ألا تقع حرب على الشعب العراقي بمن فيهم دولة الكويت التي أعلنت في تصريحات كثيرة على لسان وزير خارجيتها الشيخ صباح الأحمد أن الكويت ضد ضرب شعب العراق، ونحن في الوقت نفسه نأمل بالتوصل الى حل، وهو عند الرئيس العراقي ويقضي بتنفيذ القرارات الدولية لتجنيب شعبه والمنطقة ويلات". والتقى الوفد رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي أكد "الوقوف الى جانب الشعبين الكويتيوالعراقي الشقيقين". وقال: "السؤال الكبير المطروح ماذا بعد العراق؟"، مشيراً الى "ان الغبار العراقي من أهدافه تغطية مخطط "ترانسفير" للشعب والقضية الفلسطينية". وجدد القول: "لو يدفع العرب ما يدفعونه ثمناً للسلاح في سبيل تشجيع الديموقراطية وتعزيزها لكانت حمتهم أكثر من السلاح". القدومي يتصل بحمود وتلقى وزير الخارجية اللبناني محمود حمود إتصالاً هاتفياً من رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية فاروق القدومي وتشاورا في جدول أعمال الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب. صدام حسين يشيد بلحود من ناحية ثانية، نقل المنسق العام لتجمع اللجان والروابط الشعبية في لبنان معن بشور عن الرئىس العراقي صدام حسين تقديره العميق للشعب اللبناني ومقاومته، واعتزازه بمواقف الرئىس اللبناني اميل لحود "الوطنية والقومية". ورأى السيد محمد حسين فضل الله خلال لقائه وفداً من الحجاج العراقيين في المدينةالمنورة ان "اميركا ستحتل العراق"، داعياً الى "التمسك بالخيار المستقل بعيداً من الخيار الأميركي الذي لا يمكن ان يكون لمصلحة الشعب العراقي". وقال: "ان جزءاً من حرب اميركا ضدّ العراق هو لحساب اسرائيل لمنع أي قوة عربية او اسلامية من امتلاك القدرة على منافستها". واعتبر ان "اميركا تريد الامساك بنفط العراق كمقدمة للامساك بنفط العالم وثرواته مستهدفة بذلك حصار أي منافس محتمل لسياستها". وحذر رئىس حزب الكتائب كريم بقرادوني من "مغبة تفكك العراق بعد ان باتت الحرب الأميركية شبه أكيدة" ومن "المخططات التي تعدها اسرائىل لاستغلال الضربة فتوجه ضربة قاضية الى الانتفاضة الفلسطينية".