عشية الزيارة القصيرة للملك عبدالله الثاني الى السعودية اليوم، والتي تستهدف "البحث في فرص الأيام الأخيرة لايجاد مخرج للأزمة العراقية"، جدد العاهل الأردني امس تأكيده ان فرص تفادي الحرب على العراق "باتت قليلة"، وذلك اثناء استقباله وزير الخارجية اليوناني جورج باباندريو الذي اعتبر ان الرئيس "صدام حسين يملك حل الأزمة"، لكنه لاحظ ايضاً ان فرص تفادي الحرب باتت ضئيلة جداً. نقلت وكالة الانباء الأردنية الرسمية بترا عن الملك عبدالله انه اكد لباباندريو الذي ترأس بلاده الاتحاد الأوروبي ان "الأردن لا يزال يأمل بحل سلمي للأزمة العراقية، من خلال تكثيف الجهود الديبلوماسية، على رغم ان فرص تفادي الحرب أصبحت قليلة". واشارت الى ان "باباندريو اطلع الملك على الجهود التي تبذلها أوروبا، لإيجاد تسوية سياسية للقضية العراقية". وأبلغ مسؤول أردني "الحياة" ان المحادثات التي سيجريها العاهل الأردني مع القيادة السعودية في الرياض اليوم "ستتمحور حول الخيارات التي يملكها العراق والدول العربية المجاورة له، من أجل ابعاد شبح الحل العسكري عن المنطقة". وأوضح ان "الدول العربية التي باتت في سباق مع الزمن، تسعى الى اقناع الولاياتالمتحدة ان بامكانها بذل جهود اضافية لحمل بغداد على استجابة شروط الأممالمتحدة". تأجيل الحرب شهوراً وأشار الى ان عواصم عربية "ترى ان تأجيل الحرب شهوراً ربما يفسح في المجال أمام الجهود العربية والدولية للحؤول دون تعرض بغداد لعمل عسكري اميركي". الى ذلك، اكد باباندريو في مؤتمر صحافي مع نظيره الأردني مروان المعشر ان "فرص تفادي الحرب ضئىلة، لكن الحرب ليست حتمية"، مشدداً على ان الاتحاد الأوروبي يرى ان "الرئيس صدام حسين يملك الحل، وهو الوحيد الذي يستطيع تغيير مجرى الأحداث" لمصلحة بلاده من خلال "التعاون كلياً مع الأممالمتحدة وتقديم كل المعلومات اللازمة والصريحة للمفتشين". وأكد المعشر ان "احتمالات الحرب قوية جداً"، لكنه دعا الى "بذل الجهود الممكنة لتجنبها"، مشيراً الى ان "وزراء الخارجية العرب سيعقدون اجتماعاً طارئاً في القاهرة في 14 الشهر الجاري للبحث في القضية العراقية التي باتت تتطلب تقديم موعد القمة العربية" المقررة الشهر المقبل في البحرين. وأفادت "بترا" ان رئيس الوزراء الأردني علي أبو الراغب شدد اثناء لقائه باباندريو على "ضرورة الحفاظ على وحدة العراق وسلامة أراضيه، في أي ظرف من الظروف، وان يكون حل أزمته تحت مظلة الأممالمتحدة". وحذر من ان "أي عمل عسكري ضد بغداد ستكون له تداعيات انسانية واقتصادية مدمرة على العراق والمنطقة برمتها". بيروت ومن بيروت دعا باباندريو العراق الى التزام القرار في شكل تام، ولفت الى "ان موقف الاتحاد الاوروبي واضح: في حال احترم القرار الذي تم التصويت عليه بالاجماع احتراماً تاماً ستكون امامنا فرصة لتحقيق السلام، وفي حال تلقى العراق هذه الرسالة جيداً لدينا امل بإرساء السلام، والاتحاد الاوروبي راغب في ايجاد حل ديبلوماسي للأزمة العراقية". ويجري باباندريو اليوم محادثات مع الرئيس اللبناني اميل لحود.