جدد الأردن وتركيا قلقهما البالغ من تداعيات الحرب الأميركية المحتملة على العراق، وشددا على رفضهما تقسيم هذا البلد. جاء ذلك خلال محادثات في عمان أمس بين العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني ورئيس الوزراء التركي عبدالله غل الذي زار المملكة بعد سورية ومصر، وأكد انه وجد تقارباً كبيراً بين وجهة نظر بلاده وموقف الدول الثلاث من الأزمة العراقية، وضرورة استنفاد كل الجهود لتفادي الحرب. وأفادت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية بترا ان العاهل الأردني ورئيس الوزراء التركي "أكدا ضرورة الاسراع في بذل كل السبل من أجل ايجاد حل سلمي للأزمة العراقية يجنب بغداد حرباً محتملة"، وعبرا عن قلق بلديهما من "تداعيات أي عمل عسكري على العراق ومن خطورة تقسيمه". وطالب غل في مؤتمر صحافي العراق ب"اثبات خلوه من أسلحة الدمار الشامل والتعاون مع مفتشي الأممالمتحدة، وعدم اللجوء الى المواقف التكتيكية في هذا المجال". وجدد موقف أنقرة "الرافض تقسيم العراق الذي يجب أن يبقى موحداً ليتمتع شعبه وحده بثرواته"، ورأى ان "المخاوف ليست في وقوع الحرب فحسب، بل بما سيتبعها من عدم استقرار في المنطقة". وأكد ان مشاركة بلاده في الحرب الاميركية "مسألة يقررها البرلمان التركي لا الحكومة" التي "ترى ان على دول المنطقة بذل كل الجهود الممكنة لايجاد حل سلمي للأزمة"، موضحاً ان "قرار الحرب قد يكون متخذاً ولكن على الجميع محاولة تفاديه". ونفى غل ان يكون اقترح في محادثاته في دمشق والقاهرة وعمان، مغادرة الرئيس صدام حسين بغداد طوعاً الى دولة عربية، لإنهاء الأزمة مع الولاياتالمتحدة، مكتفياً بالقول انه مقتنع ان بإمكان العراقيين تجنب الحرب" التي حذر من "عواقبها المأسوية". وأكد مسؤول أردني رفيع المستوى ل"الحياة" ان عمان "ترفض بشدة أي اقتراح من شأنه التدخل بالشعب العراقي وقيادته"، فيما أكد رئيس الوزراء الأردني علي أبو الراغب خلال لقائه نظيره التركي ان "أي عمل عسكري ضد بغداد ستكون له آثار سلبية جداً على أمن المنطقة واستقرارها سياسياً واقتصادياً". وجدد رفض عمان "استخدام أراضي الأردن واجوائه لشن أي هجوم على العراق".