أعلن المعتقلون الفلسطينيون في معتقل "عوفر" الاسرائيلي مقاطعتهم المحاكم العسكرية الاسرائيلية ومواصلة اضرابهم المفتوح عن الطعام احتجاجا على الممارسات المهينة التي تتخذها ضدهم قوات الجيش الاسرائيلي التي تشرف على ادارة المعتقل. وأكد احد المعتقلين هاتفيا ل"الحياة" أن جميع المعتقلين البالغ عددهم 740 فلسطينيا، سيواصلون خطواتهم الاحتجاجية حتى الاستجابة لمطالبهم الانسانية التي رفضتها ادارة السجن خلال اجتماع عقد مساء اول من امس بين ممثلي الاسرى ونائب مدير المعتقل. وشهدت اقسام المعتقل العشرة، والتي هي عبارة عن خيام، اشتباكات عنيفة بين المعتقلين وقوات الاحتلال الخميس الماضي على خلفية اعتداء جنود على احد المعتقلين اثناء نقله الى المحكمة العسكرية الواقعة في مقر ما يسمى "قيادة المنطقة الوسطى" للجيش الاسرائيلي في "بيت ايل" قرب رام الله في الضفة الغربية. واسفرت هذه الاشتباكات التي استخدم فيه الجيش القنابل المسيلة للدموع وخراطيم المياه عن اصابة نحو 40 سجينا بجروح مختلفة. وأكد المعتقل الفلسطيني ل"الحياة" ان من بين مطالب الاسرى وقف عمليات الكلبشة "المهينة" التي يقوم خلالها الجنود بتوثيق يدي وقدمي المعتقل بحبال بلاستيكية مؤذية، ووقف عمليات التفتيش المهينة لكرامة المعتقلين وانسانيتهم حيث يتم ادخالهم الى غرفة ويؤمرون بادارة ظهورهم الى الحائط وفوهات البنادق موجهة الى ظهورهم اثناء عمليات التفتيش، وكذلك ايجاد حل لمشكلة ازدحام الخيام خصوصا في فصل الشتاء، والسماح للمعتقلين بزيارة الاقسام المختلفة، بالاضافة الى تزويدهم بالكهرباء. وطالب المعتقلون كذلك بنقل ادارة المعتقل الى مصلحة السجون الاسرائيلية وعدم ابقاء الاشراف عليه بيد فرقة مدرعات تابعة للجيش الاسرائيلي. وفتح الجيش الاسرائيلي معتقل "عوفر" في معسكر يحمل الاسم نفسه في بلدة بيتونيا غرب مدينة رام الله، لاستيعاب الاف المعتقلين الفلسطينيين في نيسان ابريل الماضي، فيما اعاد افتتاح معتقل النقب الصحراوي في الفترة نفسها. ويعاني المعتقلون في معتقل "عوفر"، كما في معتقل النقب الصحراوي، من اوضاع معيشية غاية في السوء، خصوصا في فصل الشتاء بسبب وجودهم داخل خيام لا تقيهم من البرد ولا من الامطار التي تنهمر عليهم، فيما يمنع الجنود الذين يقومون بحراسة الاقسام المختلفة المعتقلين من التحدث مع بعضهم البعض، ويقومون باستفزاز المعتقلين اثناء تقديم وجبات الطعام الردئية النوعية اصلا لهم. 5200 معتقل فلسطيني في اسرائيل ويقبع في السجون والمعتقلات الاسرائيلية 5200 اسير ومعتقل فلسطيني، من بينهم 1100 معتقل اداري صدرت ضدهم احكام بالسجن من دون تقديم تهم ضدهم او محاكمتهم، في مخالفة صارخة للقوانين الدولية. ومن بين هؤلاء المعتقلين الاداريين يوجد 160 منهم داخل معتقل "عوفر"، فيما البقية من "الموقوفين" الذين ينتظرون المثول امام المحاكم العسكرية التي تواصل ارجاء جلساتها مرارا. وتتوافد اعداد جديدة من الفلسطينيين على السجون الاسرائيلية يوميا جراء استمرار حملات الاعتقال العشوائية التي طاولت اكثر من 1100 معتقل منذ الاجتياح العسكري الاسرائيلي الشامل للمدن الفلسطينية في الربيع الماضي. وحرم نحو 85 في المئة من المعتقلين والاسرى الفلسطينيين منذ اكثر من عامين من زيارات اقاربهم وافراد عائلاتهم بسبب الاجراءات والقيود الاسرائيلية المفروضة على حركة المواطنين من جهة، وقرار منع وصول هؤلاء الى داخل الدولة العبرية حيث يحتجز ابناؤهم. اما عائلات المعتقلين "المحظوظين" الذين يسمح لهم بزيارة ابنائهم في السجون معظمهم من حملة بطاقة هوية القدس الزرقاء اللون فيمرون في كل زيارة برحلة معاناة وشقاء واذلال تلازمهم منذ اللحظة التي يستقلون فيها الباص التابع للصليب الاحمر الذي يقلهم من اماكن سكنهم الى غرفة الزيارة. وتشمل هذه الرحلة التفتيش المهين من الجنود الاسرائيليين، ويتضمن تعرية الزوار والمعتقلين على حد سواء. واكدت عائلات المعتقلين ان الجنود قاموا قبل يومين بتعرية طفل رضيع في سجن عسقلان حيث شهد المعتقلون انفسهم على حجم المعاناة والاهانة التي يتعرض لها اقاربهم اثناء محاولتهم زيارتهم بما في ذلك الاوامر المتناقضة الصادرة ضدهم. وتعرضت اقسام السجن المذكور الى عمليات تفتيش استخدمت فيها الكلاب لغرف المعتقلين في اعقاب الزيارة.