طهران - أ ف ب - تشعر ايران بالحرج من قضية فرار نجل احدى شخصياتها البارزة الى الولاياتالمتحدة وتهجمه على النظام الحاكم، وتسعى الى اضفاء طابع عائلي على القضية التي قدمتها على انها حادثة خطف وليست عملية فرار. وأكدت صحيفة "طهران تايمز" الناطقة بالانكليزية ان "قضية احمد رضائي حالة فردية معزولة لا يجب بأي حال من الاحوال تسييسها" عاكسة بذلك الموقف الذي بات النظام يتبعه في ما يبدو في شأن هذه القضية الحساسة. يذكر ان احمد رضائي 22 عاماً هو نجل محسن رضائي الذي تولى قيادة الحرس الثوري باسدران لمدة 16 سنة واصبح فى ايلول سبتمبر الماضي أميناً عاماً ل "مجمع تشخيص مصلحة النظام" الذي يعتبر اعلى هيئة تحكيم سياسي فى ايران. وللمرة الاولى منذ مغادرته طهران ظهر احمد رضائي الخميس الماضي عبر برامج اللغة الفارسية التي تبثها اذاعة "صوت اميركا" مستنكراً دعم بلاده الارهاب. واثر هذا التصريح نشرت "وكالة الانباء الايرانية" بالاستناد الى تصريحات أدلى بها علي رضائي، شقيق احمد، رواية تتهم فيها الولاياتالمتحدة ب "خطف" احمد بمساعدة منظمة ايرانية معارضة هي منظمة "مجاهدي خلق" المسلحة واخضاعه ل "عمليات غسل دماغ" لإجباره على انتقاد ايران. لكن احمد رضائي نفى هذه الرواية السبت عبر اذاعة "صوت اميركا" ووصفها بأنها "نسيج من الاكاذيب". ومما يزيد من شعور ايران بالحرج من هذه القضية انها جاءت في اعقاب مبادرة اميركية للبدء في عملية تطبيع للعلاقات مع ايران بعد قطيعة تامة بين البلدين استمرت 18 عاماً، حتى ان الصحافة الايرانية نفسها لم تعد تعطي صدقية كبيرة لمقولة قيام الاميركيين باختطاف رضائي. واتهمت "طهران تايمز" امس "بعض افراد عائلة رضائي" بأنهم أدلوا فور فرار احمد بتصريحات تدل على انهم من "الهواة" مما زاد "في خطورة القضية". وفضلت الصحيفة المحافظة ان تقر ببساطة "بأن احمد رضائي غادر طهران هارباً في شباط فبراير بغية الوصول الى الولاياتالمتحدة حيث تمكن بسرعة من الحصول على اللجوء". واتخذت صحيفة "همشري" المواطن المعتدلة موقفاً اكثر صراحة ورأت ان "رواية الخطف تدل على ان وضع اجهزة الدعاية ليس سليماً". وتحاول الصحافة، بتركيزها على الوجه العائلي لعملية الفرار، اعطاء القضية حجماً اقل والمحافظة على صورة الجنرال رضائي المقرب من الاوساط المحافظة وأحد أبرز الذين ساهموا في تحقيق النصر لطهران خلال حربها مع العراق 1980-1988. ونفت "همشري" وجود "اية علاقة للأب بسلوك ابنه الخاطئ"، فيما قللت "طهران تايمز" من اهمية القضية "فأحمد ليس اول نجل من أنجال الثوار الحقيقيين يتبع طريق السوء". واضافت: "يتمتع الجنرال رضائي بثقة اعلى سلطة في ايران، وهي سلطة مرشد الثورة آية الله علي خامنئي. ونحن على ثقة بانه سيبقى متمتعاً باحترام الشعب وقادته". من ناحيتها شددت معصومة، والدة احمد، على ان فرار ابنها مأساة عائلية. واكدت ل "وكالة الانباء الايرانية" ان ابنها تعرض "لحادث سير خطر" في ايران و"كان يخضع منذ ذلك الحادث لعلاج نفسي، ولم ينجح في زواجه وقد انفصل عن زوجته". وحملت معصومة الحكومة الاميركية "مسؤولية سلامته احمد الجسدية والمعنوية". وطلبت من الحكومة الايرانية، في رسالة وجهتها الى وزير الخارجية الايراني كمال خرازي، القيام بكل ما بوسعها لتأمين عودة ابنها، وحذرت من "اي استغلال سياسي" لهذه القضية.