استثمر الإعلام العراقي الرسمي مواقف نجوم الغناء الشعبي الأميركي المناهضة للحرب، ليبرز اسماء مادونا وبربارا سترايسند التي كان ممنوعا ذكر اسمها في الصحافة وعدد من مغني البوب والروك ومغنياتهما في الغرب عموماً، منهياً بذلك حظراً على التعاطي مع "ثقافة البوب الأميركية" التي طالما اعتبرت "ثقافة الفكر الأميركي المعادي". ومع مواقف صاحبة اغنية "الجزيرة الجميلة" المناهضة للحرب على العراق، خصصت صحيفة "الثورة" الناطقة باسم الحزب الحاكم في العراق، خبراً عن مضمون فيديو كليب تستعد نجمة البوب الأميركية مادونا لتصويره، وكان ذلك محظوراً قبل فترة قريبة. واوردت الصحيفة ان "مادونا التي اشتهرت بادائها الغنائي المثير، استخدمت احدث اغنياتها المصورة للتعبير عن معارضتها العدوان على العراق". وبعد سنوات كان النغم الشعبي الغربي في العراق محفوفاً بريبة، ويذكر بوصفه "انحطاطاً في الذوق والأخلاق" بات الإعلام في بغداد يركز عليه "مادونا هي احدث مغنية تنضم الى حشد من نجوم موسيقى البوب في التعبير عن معارضتهم العدوان على العراق". ويلفت الإعلام العراقي الى ان "مادونا ستوجه رسالتها المناهضة للحرب التي تتضمن مشهداً تلقي فيه بقنبلة على عرض أزياء، من خلال اغنيتها المصورة التي تعدّ حالياً ضمن ألبومها الجديد الذي يحمل عنوان "حياة اميركية" والمقرر إنزاله الى السوق في نيسان ابريل المقبل". وفيما تحتكر السياسة وصور الرئيس صدام حسين الصفحات الأولى في الجرائد اليومية العراقية ، وجدت مواقف اعلنتها اسماء فرق موسيقية غربية ك"غولدبوي" و"امينيم" مساحة لها على الصفحة الأولى ل"الثورة" التي اوضحت في قصة اخبارية لإحدى وكالات الأنباء "استغلت الفنانة ديناميت وكذلك الفنان كريس مارتن من فرقة "غولدبوي" فرصة حفلة تقديم الجوائز للتعبير عن معارضتهما للعدوان على العراق. وغنت ديناميت أغنية أعيد صوغها من ألبوم جورج مايكل بعنوان "لا أريد دماً على يدي". فغيّرت كلماتها على نحو يعبر عن رفضها العدوان، وجاءت الكلمات على النحو الآتي "لا اريد أن ارى الاطفال وهم يموتون بعد الآن... ولهذا عليّ أن أعبر عن موقفي... فهل تسمعون صوتي... إن حق أخذ الحياة هو من اختيار الله فقط... ولا اريد دماء على يدي". ولم يتوقف انفتاح الإعلام العراقي الرسمي على نجوم الغناء في اميركا والغرب عموماً، بل اصبحت اخبار نجوم هوليوود الداعين الى رفض الحرب على العراق، من بين المحطات الفنية والثقافية الأساسية في الصحافة العراقية. فالنجمة سوزان ساراندون صارت بين لحظة وضحاها تمثل "تيار الرفض المتنامي لإدارة الشر الأميركية"، فيما كانت صاحبة الدور اللافت في فيلم "رجل ميت يمشي" حتى الأمس القريب جزءاً من "السينما الأميركية التي تروج لاسطورة تفوق الكاوبوي" كما كان ينظر اليها عراقياً.