أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رئيس الوزراء البريطاني توني بلير "جهودا" تبذلها موسكو لمعالجة الأزمة العراقية. وعلمت "الحياة" ان يفغيني بريماكوف بدأ زيارته المفاجئة للعراق بطلب شخصي من بوتين لاقناع بغداد ب"المرونة القصوى"، فيما توقع محللون ان تقدم أذربيجان تسهيلات للطائرات الاميركية للاغارة على العراق. وذكر المكتب الاعلامي للكرملين ان بوتين وبلير تبادلا الآراء في الملف العراقي، وان الرئيس الروسي تحدث عن "جهود فردية ومتعددة" تقوم بها روسيا لتحقيق تسوية ديبلوماسية - سياسية. ولعل من أبرز المؤشرات الى هذه الجهود الزيارة العاجلة لرئيس الوزراء السابق يفغيني بريماكوف لبغداد والتي ذكرت وكالة "ايتار تاس" انها كان مقرراً ان تنتهي مساء الأحد. وقال ديبلوماسي رفيع المستوى ل"الحياة" ان الزيارة كانت "مفاجأة حتى لوزارة الخارجية"، وأضاف ان الرئيس بوتين كان يتخذ خطواته الأخيرة حيال الملف العراقي بناء على مشاورات مع بريماكوف، وهو مستعرب تعاطى مع بغداد منذ أواخر الستينات وكان وسيطاً بين الحكومة العراقية والأكراد ثم كلف من الرئيس السوفياتي السابق ميخائيل غورباتشوف بمهمة لاقناع الرئيس العراقي صدام حسين بالانسحاب من الكويت، لكنه لم يتوصل الى نتيجة. وأضاف المصدر ان الزيارة الحالية هي "مبادرة اللحظة الأخيرة" اذ ان موسكو غدت شبه متأكدة من ان "الحرب على الأبواب". ورفض الديبلوماسي الحديث عن مبادرة لإقناع الرئيس العراقي بالتنحي، وقال انه "ليس له علم بها"، وتساءل عما إذا "كان ثمة جدوى من أفكار مستحيلة التطبيق؟". إلا ان سيرغي كاراغانوف رئيس مجلس السياسة الخارجية والدفاع وأحد المقربين الى بريماكوف قال في حديث الى صحيفة "سترانا رد" الالكترونية ان الأزمة الآن بلغت حداً بحيث اننا نواجه خيار "رحيل صدام أو رحيل الادارة الاميركية الحالية". وأضاف ان تنحية الرئيس العراقي سلماً "ممكنة إذا أرجئت الحرب حتى الخريف". وشدد على ان صدام حسين "حتى الآن لا يصدق انه سيتلقى ضربة ... وعندما يقتنع بحتميتها سيرحل طوعاً وينقذ شعبه". ومعروف ان بريماكوف كان حاول عام 1991 القيام بمهمة تكاد تكرر حرفياً الصورة التي رسمها صديقه كاراغانوف، إذ انه حاول اقناع القيادة العراقية بأن الائتلاف الدولي بزعامة الولاياتالمتحدة ينوي فعلاً تحرير الكويت بالقوة، لكنه لم يجد آذاناً صاعية في بغداد آنذاك.