دعت واشنطن الى تطبيق اتفاق السلام الذي توصلت اليه الأطراف العاجية "من دون تأخير من اجل وضع حد لأعمال العنف"، فيما تدفق عشرات الآلاف من المحتجين على ابيدجان أمس للتنديد بالاتفاق الذي توسطت فيه فرنسا في وقت شكل وسطاء من غرب افريقيا بعثة للقيام بمحاولة انقاذ للاتفاق. واعتبر البيت الابيض مساء أول من أمس ان اتفاق ماركوسي ضاحية باريس حول تسوية النزاع في ساحل العاج "يجب ان يطبق من دون تأخير من اجل وضع حد لأعمال العنف". وأوضحت الرئاسة الاميركية في بيان ان "الولاياتالمتحدة تشيد بالتوقيع على اتفاق ماركوسي من الاحزاب السياسية الضالعة في النزاع في ساحل العاج"، مضيفة: "نعتقد ان الاتفاق يجب ان يطبق من دون تأخير من اجل وضع حد لأعمال العنف". وأوضح البيان ان "من الضروري لجميع الممثلين السياسيين ان يضبطوا انصارهم ويمنعوهم من القيام بأعمال عنف جديدة من اجل المساهمة في تحقيق السلام وفرض القانون بسرعة في ساحل العاج". وأشار الى ان "الولاياتالمتحدة تعتبر ان اطار هذا الاتفاق الذي ينص على تقاسم السلطة داخل الحكومة وإجراء مصالحة وطنية يعطي الامل لحل منفتح وشفاف وديموقراطي" للأزمة في ساحل العاج. وتفرقت المسيرة التي جرت في أبيدجان وضمت عشرات الآلاف بهدوء ومن دون تسجيل أي حوادث. وتوج هذا التحرك اسبوعاً من الاحتجاجات العنيفة ضد الاتفاق الذي يقول مساندو الرئيس لوران غباغبو انه فرض عليه من فرنسا لمصلحة الثوار الذين يسيطرون على نصف البلاد. وتدفق المتظاهرون على وسط ابيدجان وهم يحملون اعلام بلادهم ويرددون "انهضي يا ساحل العاج". وكان اتفاق السلام الذي جرى التوصل اليه في فرنسا منذ اسبوع يهدف الى وقف صراع مستمر منذ اربعة شهور، وينص على منح المتمردين ومعارضي غباغبو السياسيين الذين يشككون في فوزه في انتخابات عام 2000 مناصب حكومية بارزة. واعتبر تشارلز بلي جود زعيم الطلاب اثناء الإعداد للتظاهرة ان ذلك "سيكون بمثابة منح قطاع طرق مفاتيح منزلك. هذه المسيرة ستوضح قوتنا وستوضح اننا لسنا مجرد مجموعة من المتطرفين". واشتبك محتجون مع جنود فرنسيين ارسلوا لحماية مواطنيهم في مطار ساحل العاج الدولي أول من امس. وحال المتظاهرون دون عودة سيدو ديارا رئيس وزراء ساحل العاج الجديد الذي عين وفقاً لاتفاق السلام الى الوطن من دكار عاصمة السنغال. واعلنت الرئاسة العاجية ان اعضاء من مجموعة الاتصال التابعة للمجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا بدأوا أمس في ابيدجان اجتماعا مع غباغبو، في محاولة لإقناعه بالوفاء بما تعهد به في باريس. وفي حال اذعن غباغبو للضغط الخارجي فلن يواجه غضب المحتجين فقط وإنما ايضاً غضب الكثير من الاحزاب السياسية والجيش الذين رفضوا عناصر الاتفاق.