علمت "الحياة" من مصدر ايراني مطلع "ان طهران لن تتدخل في مؤتمر المعارضة العراقية الشيعية الذي سيعقد في ايران، وأن الدور الايراني سينحصر في تسهيل وصول الوفود المشاركة فقط". وكان عضو في اللجنة التحضيرية للمؤتمر أوضح ل"الحياة" ان المؤتمر الذي سيعقد في طهران في الرابع والعشرين من الشهر الجاري، جاء بمبادرة من الأطراف الشيعية العراقية الموقعة على ميثاق للتعاون بينها. وفي هذه الأثناء برز موقف لافت لوزير الخارجية الايرانية كمال خرازي يدعم فيه مبادرة الأمين العام ل"حزب الله" اللبناني السيد حسن نصرالله التي دعت الى مصالحة بين المعارضة العراقية والنظام، لكن خرازي أوضح في مؤتمر صحافي "ان الأمر يتعلق بموافقة الحكومة العراقية على مشاركة الشعب والمعارضة في الحكومة المقبلة". ورأى خرازي ان الحل يكمن في تشكيل حكومة تنبع من ارادة الشعب العراقي، وشكك في "امكان تحقيق هذه المبادرة عملياً"، تاركاً الأمر "للمستقبل". وكان واضحاً في موقف وزير الخارجية الايراني انه ألقى الكرة في ملعب الحكومة العراقية للتجاوب مع هذه المبادرة من دون الاشارة الى موقف المعارضة العراقية الشيعية، خصوصاً "المجلس الأعلى للثورة الاسلامية" الذي رأى أن المبادرة جاءت في وقت غير مناسب، وأنه من غير الممكن تحققها عملياً. وتشدد ايران على استقلال المعارضة العراقية بما فيها المعارضة الشيعية التي تتخذ من طهران مقراً وعلى رأسها "المجلس الأعلى"، كما تعارض طهران أي عمل عسكري أميركي ضد العراق مع تأكيد معارضتها نظام الرئيس العراقي صدام حسين. الى ذلك توقع القيادي في "المجلس الأعلى" السيد عبدالعزيز الحكيم ان يحصل الهجوم الأميركي في نهاية الشهر الجاري أو بداية الشهر المقبل. وقال الحكيم الذي ترأس وفد المجلس في اجتماعات المعارضة العراقية في واشنطن ولندن ان القوات اللازمة والمعدات لشن الهجوم نقلت الى المنطقة، وأضاف الى وكالة "فرانس برس" ان "فرص أن تتخلى واشنطن عن تدخل عسكري ضئيلة جداً". وأوضحت الوكالة ان اسم عبدالعزيز الذي يعتبر الرجل الثاني في قيادة "المجلس الأعلى" بعد شقيقه آية الله محمد باقر الحكيم، يطرح لرئاسة الحكومة الانتقالية للمعارضة العراقية بعد سقوط محتمل لنظام الرئيس صدام حسين. من جهة ثانية وقع أكثر من مئة نائب في البرلمان الايراني على طلب باستجواب وزير الخارجية كمال خرازي أمام البرلمان، بسبب سياسة وزارته تجاه العراق، وقال النائب نورالدين بيرمؤذن "انه وبعدما قرر المجتمع الدولي انهاء حكم الرئيس صدام حسين فإن وزير الخارجية خرازي يوحي بتصرفاته السياسية بأنه يدافع عن النظام العراقي وصدام حسين"، مشيراً الى استضافة ايران أخيراً وزير الخارجية العراقي ناجي صبري.