صدرت عن دار الشروق في القاهرة الترجمة العربية لرواية "الحلم بفلسطين" التي كتبتها بالإيطالية المراهقة المصرية راندة غازي المولودة لأبوين مصريين يعيشان في إيطاليا وتبلغ من العمر 15 عاماً وقامت بالترجمة مريام رزق الله وصمم غلاف الطبعة العربية التي تقع في 240 صفحة الفنان حلمي التوني. وكانت الرواية لاقت إقبالاً كبيراً، إذ طبعت في لغتها الأصلية ثلاث مرات وكتب عنها بحسب كلمة ناشر الترجمة العربية اكثر من مئة عرض وتعليق قبل أن تترجم الى لغات عدة، منها الإسبانية والألمانية والنروجية، وتتضمن الرواية رؤية متعاطفة مع الفلسطينيين تدور وقائعها في قطاع غزة بين 1995 و2002، وهو الأمر الذي دفع مركز "سايمون فيزنتال"، إحدى ابرز المجموعات العالمية للدفاع عن المصالح اليهودية الى المطالبة بسحب الرواية فور صدور ترجمتها الفرنسية عن دار "فلاماريون" من الأسواق، معتبراً أن الرواية تمجد العمليات الانتحارية /الاستشهادية. وكان المركز أكد في بيان أصدره في كانون الثاني يناير الماضي أن الرواية "تتحدث بطريقة مؤثرة جداً عن شاب فلسطيني يتحول الى قنبلة حية" من اجل "محاربة اليهود المتعطشين الى الدماء والذين يغتالون الأطفال والشيوخ وينتهكون حرمة الجوامع ويغتصبون النساء العربيات". وأشار الى أن أحد أبطال الرواية يدعو الى "الجهاد ضد اليهود" والى "قتل كل الإسرائيليين". ودعا مركز "فيزنتال" كل المكتبات الى وقف بيع هذا الكتاب لأنه "يحث في شكل واضح على العنف العنصري ويبرر الارهاب". وكانت الرابطة الدولية لمكافحة العنصرية واللاسامية طالبت في باريس وزيري الداخلية والعدل بسحب رواية "الحلم بفلسطين" التي تتوجه الى جيل الشباب من الأسواق، بينما تظاهر عشرات الأشخاص أمام دار النشر في العاصمة الفرنسية. وقالت الرابطة ان الكتاب يشكل "خطراً على الشباب بسبب الأهمية المعطاة فيه للجريمة والعنف والتمييز والحقد العنصري". ونظمت التظاهرة جمعية للأطفال يترأسها جيل تايب الذي يترأس أيضاً جمعية تعنى برفاهية الجنود الإسرائيليين وتنتمي الى المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا. ولم تقتصر الحملة على الرواية على الصحافة المطبوعة وإنما امتدت الى مواقع الإنترنت بخاصة موقعwww.proche-orient.info الذي خاض حملة عنيفة ضد الرواية بزعم "أنها تدعو الى خوض الحرب باسم الله". غير أن دار "فلاماريون" رفضت كل هذه الاتهامات، مشيرة الى أن عدداً من شخصيات الكتاب تعبر في الرواية عن رفضها الحرب وتنجح في تخطي الأفكار المسبقة التي كانت تسببت بها المآسي الشخصية. وقالت الدار الفرنسية ان "البعض بنشرهم مقاطع من الكتاب خارج إطارها يعطون فكرة خاطئة عن الكتاب"، مذكرة بأن الكتاب وزع في بلدان عدة من دون أن يثير أي احتجاج. وكانت مديرة قسم كتب الأطفال في دار الشروق المصرية أميرة أبو المجد وقعت اتفاقاً مع الناشر الإيطالي للرواية، وهو مجموعة رويزوللي كورييري دي لا سيرا لترجمة الرواية الى العربية في ايلول سبتمبر الماضي قبل اندلاع الحملة الشرسة عليها واتهامها باللاسامية في فرنسا.