قال مسؤولون وديبلوماسيون امس ان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وافق على تعيين رئيس للوزراء لادارة الشؤون الفلسطينية بموجب مشروع "خريطة طريق" للسلام. واستدرك هؤلاء بقولهم انه بالنظر الى ان النقاط الاخرى لخطة السلام لم تحسم بعد، فإن مثل هذا التعيين لا يبدو وشيكا. وقال المسؤولون والديبلوماسيون ان عرفات الذي يتعرض لضغوط لاصلاح السلطة الفلسطينية ابدى موافقته في رسالة الى توني بلير قبل محادثات رئيس الوزراء البريطاني مع الرئيس الاميركي جورج بوش في واشنطن الشهر الماضي. وكان عرفات رفض تعيين رئيس للوزراء خوفا في ما يبدو من ان تضعف هذه الخطوة من قاعدة نفوذه. وقال مسؤول فلسطيني اصر على الا ينشر اسمه: "قالت الرسالة للمرة الاولى ان عرفات قبل خريطة الطريق بلا تحفظات وانه يقبل كل الخطوات المنصوص عليها في خريطة الطريق ومنها ان يعين رئيسا للوزراء". وتدعو خطة السلام التي عرضتها اللجنة الرباعية الدولية الموءلفة من الولاياتالمتحدة والامم المتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي الى انهاء العنف الاسرائيلي الفلسطيني وانشاء دولة فلسطينية بحلول عام 2005 . وتقضي "خريطة الطريق" بان يتخذ الفلسطينيون خطوات لتشكيل "مجلس وزراء له سلطات ومنصب رئيس الوزراء". ولاقت الوثيقة قبولا مبدئيا من الفلسطينيين واسرائيل لكن الجانبين قالا ان لهما تحفظات على نقاط في الخطة المؤلفة من سبع صفحات. وقال ديبلوماسيون غربيون ان الزعيم الفلسطيني تعرض في الاونة الاخيرة لضغوط دولية مكثفة لتعيين رئيس وزراء موثوق به حتى يمكنه البقاء على مسرح الحياة السياسية. وقال ديبلوماسي غربي: "عرفات قريب جدا من نهايته تماما واذا لم يفعل شيئا قبل الحرب في الخليج، فلن ينقذه شيء. ولذا فان تعيين رئيس للوزراء قد يكون وسيلة الى البقاء وقد يكون فرصة لاجتذاب الاميركيين من جديد لتبني خريطة الطريق". وكانت واشنطن قاومت ضغوط الاتحاد الاوروبي لمساندة "خريطة الطريق" على نحو اكثر فعالية فقبلت دعوات اسرائيل الى التباطؤ حتى يشكل رئيس الوزراء ارييل شارون حكومة جديدة في اعقاب الانتخابات العامة التي اجريت في اسرائيل في 28 كانون الثاني يناير الماضي. وقال ديبلوماسي غربي اخر بأن رسالة عرفات الى بلير كانت "تحركا سياسيا له مغزى ولكنها ليست قرارا فعليا ... فالاختبار الحقيقي هو تحويل الكلمات الى افعال". وقال ان اللجنة الرباعية رحبت بمبادرة عرفات واقترحت خطوات انتقالية فورية تؤدي الى تنفيذها. ولم يسهب في ما يعنيه. من ناحية اخرى، قال مسؤولون فلسطينيون ان عرفات يخشى ان تستغل اسرائيل انشغال العالم بحرب اميركية محتملة على العراق لتطرده او تحاول اعادة احتلال مزيد من المناطق الفلسطينية. وكانت اسرائيل دفعت قواتها الى مدن الضفة الغربية في حزيران يونيو بعد هجمات انتحارية فلسطينية لكنها ابقت الى حد كبير جيشها بعيدا عن مدينة غزة. وقال شارون الاحد الماضي ان الحكومة الائتلافية التي يأمل بتشكيلها ستزيل القيادة الفلسطينية الحالية لكنه لم يصل الى حد القول صراحة بأنه سيطرد عرفات.