سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بريطانيا ستخوض الحرب "بقرار دولي أو من دونه" وأميركا تعول على تقرير بليكس لدعم موقفها . روسيا لا تعتبر صاروخ "الصمود" محظوراً وفرنسا ترى أن العراق في "الاتجاه الصحيح"
اعتبرت بريطانيا عثور المفتشين الدوليين على صاروخ "الصمود" الذي يتجاوز مداه ال150 كيلومتراً المسموح بها "خرقاً جديداً لقرارات مجلس الأمن"، وأعلنت أنها ستخوض الحرب على العراق الى جانب الولاياتالمتحدة، بقرار أو من دون قرار دولي. ورفضت الاقتراح الفرنسي - الألماني، ووصفته بأنه يوجه "رسالة خاطئة" الى العراق. وفيما أكدت روسيا أن الصاروخ غير محظور وأن العراق ذكره في قائمة الأسلحة التي قدمها الى الأممالمتحدة، محذرة من أنها قد تستخدم الفيتو ضد قرار يجيز شن الحرب، أعلنت فرنسا أن بغداد "تسير في الاتجاه الصحيح"، بفضل عمليات التفتيش التي "يجب أن تعزز". وأعلن وزير الدفاع الأميركي انه لا يفهم "الاقتراح الفرنسي". وكثفت الولاياتالمتحدة ضغوطها على أعضاء مجلس الأمن وعلى المفتشين الدوليين عشية تقديم رئيسهم هانس بليكس تقريره الى مجلس الأمن، وزادت عديد قواتها في الكويت من 55 ألف عسكري الى 70 ألفاً. أعلن رئيس الوزراء البريطاني توني بلير أمس، انه اذا صحت التقارير التي أشارت الى تخطي العراق الحدود المسموح بها في تجارب الصواريخ فإن ذلك يشكل "انتهاكاً مادياً" لقرار الأممالمتحدة لنزع أسلحته ويمهد الطريق لشن الحرب. وقال بلير خلال مؤتمر صحافي عقب محادثات مع رئيس الوزراء الاسترالي جون هاوارد "اذا صحت تلك التقارير... فإن الأمر خطير للغاية". وأضاف: "لن يعد هذا مجرد عدم اعلان أو كشف عن المعلومات فحسب، بل سيعد انتهاكاً للقرار 1441" واستطرد قائلاً انه سينتظر التقرير الذي يقدمه المفتشون الى مجلس الأمن اليوم قبل اصدار حكم نهائي. وتابع: "من الواضح اننا سننتظر ما يقوله المفتشون غداً". وطرح خبراء الأسلحة الذين استعان بهم المفتشون احتمال أن يكون العراق انتهك الحظر المفروض على الصواريخ الطويلة المدى. وخلصت لجنة مستقلة من ستة خبراء الى أن بغداد طورت صاروخ "الصمود 2" ليتعدى مداه 150 كيلومتراً وهذا ما تحظره قرارات مجلس الأمن الدولي. وقال هاوارد عن تقارير الصواريخ: "إذا تأكدت صحتها فستكون مثالاً آخر لرفض العراق الالتزام بقرارات مجلس الأمن... هذا اختبار كبير للمجلس". وأعلن وزير الدفاع البريطاني جيف هون ان بلاده مستعدة لخوض الحرب الى جانب الولاياتالمتحدة حتى وان لم تحصل على قرار ثان من مجلس الأمن، وقال بعد لقائه رامسفيلد في وزارة الدفاع الأميركية: "أعلنا أنه في حال تم تعطيل ثان في مجلس الأمن، سنتحرك كما فعلنا في كوسوفو حيث لم نحصل على قرار محدد من مجلس الأمن". وأشار رامسفيلد الى انه في اطار "ائتلاف مكون من متطوعين، هناك أكثر من ثلاث دول سترسل قوات الى المعركة". بوتين يهدد باستخدام الفيتو شددت موسكو لهجتها المعارضة للحرب وهدد الرئيس فلاديمير بوتين باستخدام حق النقض الفيتو وحذر من ان العمل الانفرادي ضد العراق "مرفوض بشكل مطلق" لكنه لمح الى احتمال التنسيق بين الموقفين الأميركي والأوروبي ومنع الانشقاق في مجلس الأمن. وتوقعت موسكو "تقريراً متوازناً" من المفتشين، مشددة على أن التسوية السياسية "ممكنة". واعتبرت أن الصواريخ العراقية التي يتجاوز مداها 150 كيلومتراً غير محظورة وأن بغداد ذكرتها في الوثيقة التي قدمتها الى الأممالمتحدة. وفي لقاء مع الصحافة قبيل مغادرته فرنسا قال بوتين ان الموقف الأميركي المتشدد ساعد على "تليين" التعامل العراقي مع المفتشين و"كان مبرراً ... وغدا عنصر ضغط قوياً". وأشار الى أنه أدى وظيفته الى جانب الجهود الأوروبية "إذ أننا نعمل بأساليب ديبلوماسية والولاياتالمتحدة بأساليب أخرى" لتحقيق الهدف نفسه. لكنه حذر من أن هذا التنسيق ينبغي أن يبقى "ضمن الحدود"، مشدداً على رفضه "بدء الحرب ما لم تستنفد الأساليب الديبلوماسية والسياسية وهذا لم يحصل حتى الآن". وكرر ان بوش أبلغه شخصياً انه لا يريد الحرب، مضيفاً "انهم القادة في الأحاديث التي تدور بينهم يرفضون الحرب جميعاً ولكن ليسوا كلهم مستعدين للمجاهرة بذلك". وشدد على أن الولاياتالمتحدة "يمكن أن تحافظ على ماء الوجه وتتفادى الحرب"، واستدرك قائلاً ان موقف واشنطن "لا يهدف الى الحفاظ على ماء الوجه بل اسقاط احتمالات حيازة العراق" أسلحة دمار شامل. وفي ما يتعلق باحتمال استخدام الفيتو في مجلس الأمن قال ان روسيا "لديها هذا الحق وهي استخدمته غير مرة، وإذا رأينا ضرورة لذلك سنستخدمه". بيد أنه اضاف انه لا يريد أن يعقد الوضع ب"سجالات" قد تؤدي الى "تعقيد فرص التفاهم ... مع الذين لا يشاطروننا الرأي حتى الآن". وشدد على أن لباريسوموسكو موقفاً موحداً مفاده ان "استخدام القوة بشكل انفرادي مرفوض بصورة مطلقة". إلا أنه من جهة أخرى ترك هامشاً للتراجع والمناورة بقوله ان "شروطاً جديدة" قد تفرض على العراق في حال طلب المفتشون ذلك، وزاد انه اذا وافقت بغداد "فهذا شيء وإذا رفضت فهذا شيء آخر ... ويمكن بحث اجراءات"، معتبراً الحرب "الملاذ الأخير". ووصف بوتين وهو ضابط استخبارات سابق الرسالة الصوتية التي نسبت الى اسامة بن لادن بأنها "لا تترك انطباعاً ... ولا تبرر استنتاجات جدية"، وأضاف ان ما ورد فيها "لا يثبت ولا ينفي" وجود صلة بين "القاعدة" وبغداد. الى ذلك، أعلن ان وزير الخارجية ايغور ايفانوف سيشارك شخصياً في جلسة مجلس الأمن اليوم الجمعة "نظراً لاستمرار التوتر" في الوضع حول العراق. وأشار نائب وزير الخارجية يوري فيدوتوف الذي كان حضر اجتماع الهيئة العليا للجنة "انموفيك" الى أن روسيا تتوقع "تقريراً متوازناً" يقدمه بليكس والبرادعي يتضمن تسجيلاً للنتائج الايجابية ورصداً ل"مشاكل معلقة" وسبل معالجتها، ما يوحي بأن موسكو تنتظر تقريراً لا يوفر حجة للحديث عن "انتهاكات مادية"، وبالتالي اعلان حرب. وأشار فيدوتوف الى أن مشكلة الصواريخ "لا يجب اعتبارها انتهاكاً لالتزاماته بل دليل على تعاونه". وأكد ان بغداد كانت ذكرت في تقريرها الى مجلس الأمن هذه الصواريخ، وأشار الى أن مداها قد يتعدى المدى المسموح به 150 كيلومتراً ب10 - 12 كيلومتراً وأن العراق "أوصي بتجميد برامجه في هذا المجال لحين صدور قرار نهائي". وأشاد فيدوتوف بتعاون العراق مع المفتشين وقال ان ذلك "يعزز الاعتقاد بأن التسوية السياسية - الديبلوماسية ممكنة". مساع فرنسية لتعطيل قرار ثان يجيز الحرب في باريس أعلن رئيس الوزراء جان - بيار رافاران ان عمليات التفتيش في العراق أدت الى "تغيير في موقف بغداد في الاتجاه الصحيح". ووصف وزير الخارجية دومينيك دوفيلبان اتهام نظيره الأميركي كولن باول باريس وبرلين بالعمل ل"انقاذ ماء وجه الرئيس صدام حسين" بأنه غير جدي. وقال دوفيلبان الذي يعتزم التوجه الى نيويورك للمشاركة في جلسة مجلس الأمن للاستماع الى تقرير رئيس فريق المفتشين الدوليين هانس بليكس، ان فرنسا "تدافع عن حل في اطار الأممالمتحدة وفي اطار القرار 1441 وهو الحل الذي يحظى بتأييد المجتمع الدولي بأكمله". وأضاف في تصريح أدلى به عقب لقاء عقده في باريس مع وزير خارجية تشيخيا سيريل سفوبودا، "قلنا بوضوح انه طالما تمكن المفتشون من العمل، وفقاً لمضمون القرار 1441، علينا أن ندعم جهودهم". وقال مصدر ديبلوماسي فرنسي ل"الحياة" ان الرئيس جاك شيراك أجرى اتصالات هاتفية مع رئيسي الكاميرون والمكسيك واتصل دوفيلبان بنظيره الغيني لاقناعهم بالموقف الفرنسي الرافض للحرب، وبعدم القبول بقرار آخر يسمح بالعملية العسكرية. وأضاف المصدر ان من غير المؤكد حصول الولاياتالمتحدة على الأصوات التسعة اللازمة لصدور قرار آخر. ولم يستبعد المصدر ذاته ان تستخدم باريس الفيتو لتعطيل القرار. واشنطن تتوقع تقريراً من بليكس يدعم الحرب توقعت صحيفة "لوس انجليس تايمز" أمس ان يعلن بليكس اليوم أمام مجلس الأمن ان الرئيس صدام حسين لم يحترم كليا التزاماته في مجال نزع الاسلحة. ونقلت عن ديبلوماسيين دوليين لم تحدد هوياتهم، أن الادارة الاميركية تعول على هذه النتيجة لتساعدها في اقناع المجلس باعتماد قرار على وجه السرعة يسمح بتدخل عسكري في العراق. واشارت الى ان الطرح الاميركي في الاممالمتحدة يفترض ان يعزز بنتائج فريق الخبراء الدوليين الذين اعلنوا لبليكس الاسبوع الماضي ان برنامج الصواريخ العراقية ينتهك القيود التي تفرضها الاممالمتحدة. واكدت الصحيفة ان بليكس سيشير الى هذه النقطة في تقريره اليوم وسيركز ايضا على ان العراق حسن تعاونه بسماحه لطائرات التجسس "يو2" بالتحليق فوق اراضيه، وللمفتشين باتخاذ عينات من التربة في المواقع المفترضة لتدمير الاسلحة واجراء لقاءات على انفراد مع علماء عراقيين. وأكدت ان واشنطن مقتنعة بان المانيا وسورية ستصوتان على الارجح ضد اي قرار اميركي يتهم العراق. ولكنها لا تزال تأمل في اقناع فرنساوروسيا والصين بالامتناع عن التصويت والتخلي عن حق النقض الفيتو.