ما هو مدى إقبال الطالبات السعوديات على القراءة وما هي علاقتهن بالكتاب؟ سؤال طرحته "الحياة" على عدد منهن وظهر من الإجابات ان الكتاب لا يمثل حيزاً مهماً في حياتهن، بصرف النظر عن الأسباب. وفي هذا السياق، تصف الطالبة زهراء الصليبي مكتبة الجامعة بأنها "تراث قديم" وتقول: "أنا من الطالبات المترددات بكثرة على المكتبة، صحيح أن فيها كتباً كثيرة ورائعة ولكنها قديمة ولا أرى ان الكتب تتجدد باستمرار إضافة الى قدم الحاسب الآلي فهو مضيعة للوقت ولا يحرك أي ساكن بل هو عبء لأنه يحتاج الى مكان ونحن لا نستطيع الإفادة منه وهو معقّد للغاية وأتمنى أن نجد حلاً لهذا الموضوع وان يكون هناك تجدد مستمر للكتب". وتربط الطالبة بثينة العيد قلة استخدامها للكتاب بضيق الوقت نظراً لضغط الدراسة، "لا أجد الوقت الكافي للاستفادة من كتب المكتبة، لذلك فأنا لا أملك الحق في الحديث عنها لأن ارتيادي المكتبة قليل ومحدود". وعلى رغم ان الطالبة فاتن الطويل زائرة دائمة للمكتبة، فإن لها بعض المآخذ: "مكتبة عليشة تحتوي مجموعة هائلة من الكتب التي أرغب في الاستمتاع بقراءتها لكن تمنعني من ذلك امور عدة منها جوها الكئيب الذي يوحي بأنها مستودع، وكذلك وجود كومبيوترات رديئة يصعب التعامل معها وسوء الاضاءة والتهوئة والغبار الذي يملأ المكتبة بسبب ضيقها وزحمة الكتب، وأكثر ما يزعجني فيها هو دمج الكتب المعارة مع غير المعارة مما يضيع من أوقاتنا، إضافة الى ان طريقة عرض القصص والروايات بطريقة غير مشوقة تفقدنا الاستمتاع بها وتصعب الحصول عليها". وسألت "الحياة" أيضاً عن الموضوع مديرة "مكتبة جامعة الملك سعود" فوزية عبدالعزيز الخضير التي تؤكد أن المكتبة تزود الطالب بكل ما يحتاجه من كتب وفي جميع التخصصات، وتقول: "نحن في تواصل دائم مع أعضاء هيئة التدريس لمعرفة ما يحتاجه الطالب من كتب. المشكلة لا تكمن في الكتب بل في الطالب نفسه". وترى الخضير ان الإقبال جيد من الطالبات على المكتبة وانه لا يوجد قصور من هذه الناحية "ولكن بعض الطالبات لا يرغبن في ارتياد المكتبة، فيفضلن التجمعات شللية أو لا يعرفن قيمة الكتاب، ولكن ما عدا ذلك نحن لدينا شريحة واسعة من الطالبات اللواتي يأتين الى المكتبة باستمرار بغرض الافادة والاطلاع". وعمن يتحمل المسؤولية في توعية الطالب لأهمية الكتاب، تقول: "إن المسؤولية يتحملها الجميع، الطالب ومقدرته والبيت وكيف يهيأ الطالب للقراءة. وباختصار فإن الاتفاق من خلال هذه المجموعات ينتج تفاعلاً بين الطالب والكتاب لأن كل واحد منهم مكمل للآخر". وترى الخضير أن الطالب يحتاج الى القراءة في المكتبة والجلوس مع اصدقائه في ان واحد، "والمكتبة تمتاز بميزات عدة تجذب الطلاب، كالهدوء وهو شيء ملحوظ بالنسبة الى الذين يرتادون المكتبة، ونحن نحاول ان نجذب القراء للمكتبة بطرق عدة منها اننا نطلب من أعضاء هيئة التدريس ان يحضرن الطالبات الجدد في بداية كل فصل دراسي ليتعرفوا على المكتبة ونحن بدورنا نقوم بشرح الطريقة التي يستدل فيها الطالب على كيفية التعامل مع الكتاب واذا قدم لنا أي اقتراح من أي طالبة فنحن مستعدون لتلبيته شرط ان يكون في المصلحة ولا يعارض قوانين الجامعة". وعما تستعرضه الطالبات من مشكلات تعاني منها المكتبة تقول الخضيري: "انا لا الومهن، المكتبة حقاً ضيقة ولكننا لم نسكت عن الامر فنحن بصدد توسيعات لها ولا أنكر ان الأجهزة قديمة ولكننا أعددنا طلباً بذلك وسيتم توفير اجهزة جديدة متطورة تواكب العصر، أما بالنسبة الى الكتب فكما ان هناك طالبات بكالوريوس فان هناك طالبات ماجستير ودكتوراه وهناك هيئة التدريس وكل هؤلاء يحتجن الى كتب قديمة بل انه في بعض الاحيان تكون الكتب ذات الطبعة القديمة مطلوبة أكثر ونحن لا نستطيع الغاء القديم، من أجل الجديد. نحن نضيف الجديد للقديم وتزود المكتبة بما يقارب ألف كتاب اسبوعياً، لذلك فانا أرى ان المكتبة مهيأة جداً ولكن ينقص مجيء طالب شغوف يحمل في داخله رغبة في الاطلاع، المكتبة لا يعيبها صغر حجمها بل يعيبها كتبها ونحن والحمد لله نملك من الكتب ما هو كاف لتوعية الطالب ويجب على الطالبات ان يشعرن بالمسؤولية والجدية من تلقاء انفسهن".