بدأ اكثر من مليوني حاج امس التوجه الى وادي منى قرب مكةالمكرمة في يوم التروية اول ايام الحج. وسلك الحجاج بالحافلات او مشياً على الاقدام الطريق الرابط بين مكة ومنى مرددين "لبيك اللهم لبيك... لبيك لا شريك لك لبيك... ان الحمد والنعمة لك والملك... لا شريك لك". أكد أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز ان خطة تصعيد الحجاج الى مشعر "منى" كانت ناجحة. وقال: "ان جميع حجاج بيت الله الحرام بدأوا في تأدية الركن الخامس من أركان الإسلام في يسر وسهولة وسيقفون غداً على صعيد عرفات الطاهر". وأكد ان "الدولة السعودية حريصة كل الحرص على انجاح أداء الحجاج لهذه الفريضة الدينية من دون أي مصاعب ودونما شيء يعكر صفو حجهم". وطبقت السلطات السعودية هذه السنة خطة مرورية محكمة لتأمين انسياب حركة المرور في منطقة مكة تفادياً لاختناقات السير التي تشهدها المنطقة عادة في هذه المناسبة. ووضعت في تصرف الحجاج 25 ألف حافلة. وأكد المسؤولون المعنيون ان تدفق هذه الاعداد الغفيرة من الحجاج الى وادي منى الواقع على بعد بضعة كيلومترات من مكة. ووصل الى السعودية نحو مليون و425 ألف حاج من خارجها أي بزيادة 75 الف حاج عن السنة الماضية، على ما افاد مدير مركز المراقبة والقيادة لأمن الحج عبد العزيز سعيد. يضاف الى هؤلاء نحو 200 ألف حاج من منطقة مكة وضواحيها وما لا يقل عن 500 الف حاج من السكان والمقيمين في السعودية، بحسب تقديرات غير رسمية. وبعد منى، حيث أمضى الحجاج ليلتهم في الصلاة والتعبد، انتقلوا فجر اليوم الى جبل عرفات في يوم وقفة عرفات، الركن الاساسي للحج. ويعودون اثر ذلك الى منى حيث يتم ذبح الاضحية والاحتفال بعيد الاضحى غداً الثلثاء ويقضون بعدها يومين آخرين في منى لرمي الجمرات آخر شعائر الحج. ويتم اليوم الاثنين استبدال كسوة الكعبة المشرفة الحالية بالكسوة الجديدة جرياَ على العادة السنوية، في اليوم التاسع من شهر ذي الحجة، في حضور ممثلي الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف ومصنع كسوة الكعبة المشرفة. وأعدت وزارة الداخلية السعودية مع عدد من القطاعات الحكومية في حج هذه السنة خطة تشغيلية لجسر الجمرات سيشارك في تنفيذها حوالى 400 جندي من قوات الأمن. وتتركز الخطة على منع عملية تدافع الحجاج حول الجسر عند رمي الجمرات، وتوزيع الحجاج على المداخل، وطريقة للتفويج عند الرمي، اضافة الى تحقيق التوازن بين تدفق الحجاج من المخيمات، وكثافتهم العددية عند الجسر. وقال المدير العام للدفاع المدني السعودي اللواء سعد التويجري، في تصريح الى "الحياة"، ان ادارته اتخذت الاحتياطات لاحتواء أي حريق أو اختناقات قد تحدث في مشعر عرفات وذلك عن طريق شبكة خاصة للاطفاء. وكشف ان حريقاً اشتعل امس في نفق المعيصم في سيارة "ميني باص" وتمت السيطرة عليه في 90 ثانية. وقال قائد مركز القيادة والسيطرة العميد عبدالعزيز بن سعيد، ان المركز لديه كاميرات مراقبة تغطي اغلب المواقع في المشاعر المقدسة بنسبة 70 في المئة، مشيراً الى انه يتم التعامل مع كل التبليغات عن السرقات والجرائم من خلال شبكة كمبيوترية اضيفت اليها هذه السنة حوالى 25 كاميرا تغطي مواقع جديدة في منطقة المشاعر المقدسة. من جهة اخرى، اكد وزير الصحة السعودي، الدكتور اسامة شبكشي ل"الحياة" ان الحالة الصحية بين حجاج بين الله الحرام "جيدة ومستقرة"، ولا توجد أي حالات وبائية أو أمراض خطيرة ما عدا حالة واحدة من الصين مصابة بمرض "الحمى الشوكية". ونفى وزير الصحة وجود حالات لضربات الشمس بين الحجاج حتى ليلة امس نظراً الى اعتدال الجو في مكةالمكرمة.