رُجم الشيطان خلال أيام التشريق الثلاثة بأكثر من 230 مليون حصاة، قام بها حجاج بيت الله الحرام، مهللين ومكبرين مع كل حصاة يصيبون بها «الشاخص»، وبحسب ما صرح به أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس اللجنة المركزية للحج الأمير خالد الفيصل أن تعداد الحجاج الذين رموا في منشأة جسر الجمرات أيام التشريق بلغ عددهم 3.657 مليون حاج، سواء من النظاميين أو المخالفين. وبالحساب الدقيق لعدد الحصوات التي قذف بها الشيطان، فإن كل حاج لو رمى 63 حصاة، مقسمة على ثلاثة أيام، بمعدل كل يوم 21 حصاة، فسيكون عددها الإجمالي 230,391 مليون حصاة تلقاها الشيطان في الجمرات. ويبدو أن جسر الجمرات الجديد الذي ينطلق منه المسلمون إلى رمي الحجارة على (الشيطان) عبارة عن ثلاثة مواقع متقاربة في خط مستقيم، إذ يقوم الحجاج برمي هذه الجمرات طاعة لله سبحانه وتعالى، وتعد من واجبات الحج، واقتداءً بفعل أبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام. وقد تم بناء أول جسر للجمرات من دورين في عام 1975م لتسهيل رمي الجمرات، إلا أن زيادة أعداد الحجاج تسببت في ازدحام الحجاج خلال أداء المناسك، فقررت السعودية هدم الجسر بعد أداء مناسك الحج عام 2006م، واستبداله ببناء منشأة جديدة للجمرات متعددة الأدوار، لاستيعاب أعداد أكبر من الحجاج، وتسهيل عملية رمي الجمرات وانسيابيتها بأمن وسلامة. ومع تزايد أعداد الحجاج اهتمت الجهات المعنية بخدمة ضيوف الرحمن في المملكة بتذليل الصعوبات الناجمة عن هذه الحشود المتزايدة، وإتاحة رمي الجمرات الثلاث بشكل مريح وآمن، وبلغ طول جسر الجمرات الجديد 950 متراً وعرضه 80 متراً، وأصبح يتألف من خمسة طوابق يبلغ ارتفاع كل طابق 12متراً، وله 12 مدخلاً و12 مخرجاً من الاتجاهات الأربعة. إضافة إلى منافذ للطوارئ تمكن من تفويج 300 ألف حاج في الساعة. وتتوزع كاميرات المراقبة على أركان الجسر وتعمل باستمرار في جميع أنحاء المنشأة وفي منطقة تدفق الحشود، لتسهم في مراقبة حركة الحجاج، ونقل صورة مباشرة لمساعدة الفريق المساند للجسر، وتعزيز السلامة، وتوفير الخدمات الطبية العاجلة عند الحاجة، كما يوجد مهبط للطائرات المروحية لحالات الطوارئ.