فجّر فقدان الجبهة العربية للتغيير مقعدها الرابع في الكنيست البرلمان الاسرائيلي الجديد بعد فرز اصوات الجنود اول من امس ازمة ثقة في اوساط قياديي الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة حداش التي يشكل الحزب الشيوعي الاسرائيلي عمودها الفقري. وتبادل مؤيدو تحالف الجبهة مع الحركة العربية للتغيير بقيادة النائب احمد الطيبي وبين معارضيه الاتهامات في شأن الفشل في قطف الثمار المرجوة منه. وسارعت النائبة الشيوعية السابقة تمار غوجانسكي الى مطالبة رئيس الجبهة النائب الشيوعي محمد بركة باستخلاص العبر الملائمة وتحمّل مسؤولية الفشل، فيما ارتفعت اصوات اخرى تطالبه بالاستقالة. وقالت غوجانسكي ان الحزب الشيوعي لم يعرف مثل هذا الوضع سابقاً، وقصدت غياب نائب شيوعي يهودي عن الكتلة البرلمانية الجديدة للمرة الاولى في تاريخها. ووصف قائد كبير في الجبهة التحالف مع الطيبي بأنه افدح خطأ ارتكبته الجبهة في العقد الاخير، ووصفه ب"عملية اغتصاب". وتابع في حديث لموقع "يديعوت احرونوت" على الانترنت انه يتحتم على من دفع باتجاه هذا التحالف استخلاص العبر والاستقالة "كما فعل يوسي سريد باستقالته من زعامة حزب ميرتس المهزوم". وقصد بذلك النائب بركة الذي تحدى قرار المكتب السياسي للحزب الشيوعي بمنح طيبي المكان الرابع على لائحة التحالف وابقاء الشيوعي الاسرائيلي دوف حنين في المكان الثالث. ونجح بركة في تحصيل غالبية اصوات مجلس الجبهة لإبطال قرار الحزب ومنح المكان الثالث للطيبي على رغم معارضة شديدة من زميليه الشيوعيين عصام مخول وغوجانسكي. وتابع المسؤول ان بركة التزم امام مجلس الجبهة "تقديم رأسه ثمناً لفشل الخطوة" وليس عليه الآن سوى "الإقرار بفشل عملية الاغتصاب والاستقالة". وقال مخول امس انه يتعين على الجبهة الآن المحافظة على الطابع اليهودي العربي للائحة، في اشارة واضحة الى ضرورة استقالة احد الاعضاء الثلاثة بركة والطيبي ومخول نفسه لفسح المجال امام حنين بدخول الكنيست. ونفى الناطق باسم الجهبة رمزي حكيم ان يكون بركة التزم الاستقالة في حال فشل التحالف، وقال انه على رغم الألم لفقدان المقعد الرابع ما زال تحالف الجبهة العربية للتغيير "القوة الاولى في الوسط العربي، اذ بلغ فارق الاصوات بينه وبين التجمع 22 ألف صوت "لكنه تجاهل حقيقة ان التجمع خاض المعركة بمفرده وحصل على عدد مقاعد مماثل 3". ورفضت الحركة العربية للتغيير الاتهامات بفشل التحالف، وقالت انها بعيدة عن الحقيقة والارقام الواضحة. وقال رئيسها النائب الطيبي انه لولا التحالف لما حصلت الجبهة على اكثر من مقعدين. وقال النائب جمال زحالقة التجمع ان حزبه خاض الانتخابات بمقعد واحد وخرج منها بثلاثة، فيما تراجع الحزبان الآخران تحالف الجبهة العربية للتغيير والقائمة العربية الموحدة في تمثيلهما مضيفاً ان الانجاز يعكس التوسع المستمر والشعبية المتعاظمة للتجمع "ونحن ترجمناها الى قوة انتخابية". الى ذلك، تخيم الصدمة على القائمة العربية الموحدة التي تراجع تمثيلها من خمسة مقاعد الى مقعدين، وألقى كل من مركباتها الثلاثة على الآخر اسباب الفشل. وارتفعت هنا ايضاً اصوات تطالب باستقالة رئيسها النائب عبدالمالك دهامشة الذي ردّ بأن القرار بيد مجلس الشورى في الحركة الاسلامية. وشهدت الصحف العربية الصادرة في اسرائيل امس حشداً من المقالات مع قادة الاحزاب أطلق معظمهم العنان لهجوم كل على الآخر بينما أبدى القراء اسفاً على التشرذم الذي خفض التمثيل العربي في الكنيست من عشرة الى ثمانية نواب هم: عزمي بشارة وجمال زحالقة وواصل طه التجمع محمد بركة وعصام مخول واحمد الطيبي الجبهة العربية للتغيير عبدالمالك دهامشة وطلب الصانع الموحدة. وخسر المعركة النواب هاشم محاميد ومحمد كنعان الموحدة وحسنية جبارة ميرتس وصالح طريف العمل كما اخفق المرشح العربي الآخر على لائحة "العمل" غالب مجادلة في الوصول الى الكنيست.