تظاهر أكثر من ألف عراقي، من عشائر جنوبالعراق ووسطه ذي الغالبية الشيعة، في بغداد أمس منددين ب"الارهاب" وأعمال العنف سواء استهدفت العراقيين او القوات الاميركية "التي حررت العراق". وتحت شعار "حماية الطفولة من الارهاب" جاب المتظاهرون وسط بغداد بمواكبة قوات الشرطة العراقية فيما لم يسجل، خلافاً للتظاهرة التي جرت في المكان نفسه يوم الجمعة الماضي، اي وجود للقوات الاميركية. وتقدم التظاهرة عشرات من الاطفال تتراوح اعمارهم بين خمس وعشر سنوات يحملون ازهاراً، ورفعت فوق رؤوسهم يافطات منها "الطفولة البريئة ضحية من ضحايا الارهاب" و"الارهاب عائق كبير لمستقبل الطفولة". وقال صبيح حسن رئيس "جمعية المستقبل لحماية الطفولة"، وهي جمعية اهلية عراقية انشئت بعد الحرب: "نحن ضد كل العمليات حتى التي تستهدف الاميركيين. اطفالنا بحاجة ماسة لفترة سلام واطمئنان". ونظم التظاهرة التيار العراقي الديموقراطي، الذي يضم عشائر من كربلاء وبابل ومحيط بغداد، وفق عزيز الياسري المنسق العام للتيار الذي اعلن عن تشكيله اثر سقوط نظام صدام حسين. وقال الشيخ عبدالجليل الشرهاني 55 عاماً عضو المكتب السياسي للتيار: "نحن ضد كل من يقتل العراقيين او من يقاتل الاميركيين الذين حرروا الوطن". وقال عبد سلمان علي 43 عاماً الذي شارك في التظاهرة: "بغض النظر عمن تستهدفه عمليات العنف فانها تخرب مسيرة اعادة اعمار العراق". وذكر أسد علي أسد 60 عاماً: "لا نريد من فلول النظام ان يضربوا الاميركيين. نريد الاميركيين هنا حتى يستقر العراق". وأضاف: "من شيم العشائر حفظ الجميل. والاميركيون خلصونا من الظلم". وانقسم المتظاهرون الى مجموعات رفعت كل منها اسم العشيرة أو تنظيم العشائر ويافطات منها "كلا للارهاب. كلا للجريمة المنظمة. نعم للسلام" و"الاسلام ضد الارهاب والجريمة" و"الدين الاسلامي بريء من الارهابيين والمخربين". ورفع المتظاهرون، وغالبيتهم رجال يرتدون العباءات ويغطون رؤوسهم بالكوفيات، اعلام العشائر الملونة التي حملت اسماء منها خفاجة وبني كعب والعرابدة وشمر والعنزة والخزاعل. ويؤكد عيسى الياسري، مسؤول اعلام الرابطة الوطنية لعشائر العراق: "من قتل نفساً قتل النفوس جميعاً" وفق الاحاديث الشريفة. وانطلقت المسيرة من ساحة التحرير وصولاً الى ساحة الفردوس حيث ينصب تمثال "ناجين" الذي حل محل تمثال رئيسي لصدام حسين اسقط يوم دخول القوات الاميركية الى بغداد في التاسع من نيسان ابريل الماضي. وقال علاء حسين علي 40 عاماً وهو مهندس مدني يعمل حالياً مدرساً: "نحن ضد كل انواع العمل العسكري حتى ولو كانت ضد قوات الاحتلال. نريد فترة نقاهة نلتقط فيها انفاسنا وبعدها نرى ما يحدث". وأكد حاتم العوادي نائب المنسق العام للتيار العراقي الديموقراطي: "ان فلول النظام تقوم بكل العمليات". وانتقد العوادي بعنف مجلس الحكم الانتقالي "الذي لم يقم بدوره على الوجه المطلوب لتأمين الامن للعراقيين خصوصاً بسبب موافقته على حل الجيش العراقي الوحيد الذي بمقدوره حفظ الامن". وقال: "لجيش من ابناء الشعب الذي كثرت ضحاياه على يد صدام وليس موالياً لصدام. لو وجه اليه اي نداء من قادته لالتحق فوراً". ولفت الى ان "المجلس يعتزم تشكيل قوة من الميليشيات لحل المشكلة الامنية، لكن هذا التوجه، لو صح، سيؤدي الى حمام دم".