تظاهر عشرات الآلاف من أنصار رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر في ساحة التحرير وسط بغداد وفي المناطق ضد الفساد، مطالبين بتعديل قانون الانتخابات المحلية الذي أقرّ البرلمان بعض بنوده الأسبوع الماضي. وجاءت التظاهرات تلبية لدعوة الصدر أنصاره، الذي شدد في كلمة متلفزة خاطب فيها المتظاهرين، على أن يكون السلاح بيد الدولة حصراً، وبإمرة من حرر المناطق العراقية من تنظيم «داعش»، داعياً إلى دمج الميليشيات بالجيش. كما طالب بضرورة إشراف الأممالمتحدة على الانتخابات، بسبب ضعف إمكانات الدولة وتدخل الكتل السياسية الكبيرة. وقال الناطق باسم تيار الصدر الشيخ صلاح العبيدي ل «الحياة»، إن «التظاهرة تعبير عن سخط الجماهير العراقية، وخيبة أملها من أداء البرلمان الذي أقرّ قانون انتخابات لا يتلاءم مع دعوات الإصلاح، ويكرس سلطة الكتل الكبيرة فقط»، ورفض ما أشيع عن تصويت كتلة «الأحرار» على مواد القانون الخلافية، وأوضح أن «الكتلة اقترحت تعديل نظام تقاسم الأصوات، إلا أن الآخرين رفضوا ذلك وأصرّوا على المضي بتمرير القانون في شكله الحالي». وتابع أن «التعديل الذي يسعى إليه التيار وبقية الأطراف المشتركة في التظاهرة، يساهم في وصول الكتل الصغيرة إلى السلطة لأن نسبة الحاصل الانتخابي أقل، وهو قائم على الدوائر الصغرى». ووصل مقتدى الصدر مساء الخميس إلى بغداد قادماً من النجف لقيادة التظاهرات أمام المنطقة الخضراء، حيث مقار الحكومة والبرلمان وسفارات الدول الأجنبية، بمشاركة أنصار «التيار المدني». واستغل بعض رجال الدين خطب الجمعة كي يحشدوا للتظاهرة، ودعا إمام الجمعة في بغداد رسول الياسري «القوى السياسية إلى إعادة النظر في قانون الانتخابات المعدل»، وأضاف أن «النصر يجب أن يعزز بخطوات واعية ونافعة لدوام النعمة ولكننا للأسف نفاجأ بقرار بعض الكتل المعروفة في البرلمان بالتصويت على قانون يخيّب آمال الكثير من العراقيين الذين يطمحون إلى تغيير شخصيات ساهمت في تردي الوضع». وفرضت القوات العراقية إجراءات مشدّدة في بغداد بالتزامن مع التظاهرة، وقطعت عدداً من الطرق والساحات والجسور، فضلاً عن إغلاق ساحات كهرمانة والخلاني والطيران والتحرير وشوارع الرشيد والسعدون والنضال. من جهة أخرى، قال ضابط عراقي رفيع المستوى إن «قوات أميركية وعشائرية بدأت بالفعل حماية الطريق، منطلقة من قاعدة عين الأسد قرب مدينة البغدادي، وهي أكبر القواعد العسكرية في البلاد». وأضاف أن «هذه القوات اتجهت صوب بلدة الرطبة، ويتوقع أن تشن حملة لتحرير غرب المحافظة، بغطاء جوي أميركي». وأعلنت مصادر محلية في الأنبار أن الشركة الأميركية أرسلت إلى العراق معدات الإنارة، في إشارة إلى المباشرة الفعلية في تأهيل الطريق. و «أبلغت القوات العراقية بأنها سترسل معدات أخرى عبر الأردن، وافتتحت منتصف الأسبوع الماضي مقراً لها قرب المعبر، في حضور قادة عسكريين عراقيين وأميركيين».