اعلن الجيش الاميركي أمس ان قواته اضاعت على الأرجح فرصة الامساك بعزة ابراهيم الدوري اليد اليمنى لصدام حسين في حملة التفتيش التي جرت الثلثاء في الحويجة 45 كلم غرب كركوك. واكدت الشرطة العراقية ان حملة الدهم في الحويجة بحثاً عن الرجل الثاني في النظام العراقي السابق اسفرت عن اعتقال 150 عراقياً. وحاصر اكثر من 1200 جندي اميركي من الفرقة المجوقلة 173 بلدة الحويجة قبل فجر الثلثاء واستمرت عمليات التفتيش حتى حلول الظلام لكنهم فشلوا في العثور على عزة ابراهيم. وقال الناطق باسم اللواء السارجنت تود اوليفر: "كنا نتوقع العثور على عزة ابراهيم شخصياً في منزل بالحويجة لكنه لم يكن هناك. من الواضح انه كان موجوداً هناك منذ فترة قصيرة". وأضاف اوليفر، في تصريح صحافي في مدينة كركوك بعد الغارة التي استمرت نحو 48 ساعة، ان الجنود الاميركيين اعتقلوا احد أقارب ابراهيم ثم افرجوا عنه في وقت لاحق. وكان الجيش الاميركي اعلن في بيان انه احتجز خلال عملية الدهم 54 شخصاً وقتل "احد الاعداء" وجرح اثنين، ولم تقع خسائر في صفوف القوات الاميركية. كما تم ضبط كميات من الاسلحة. وقال ضباط ان القوات الاميركية اعتقلت قادة ميليشيات مشتبه بهم، بينهم قادة خليتين من "فدائيي صدام" ووصفوا المعتقلين بأنهم "اهداف ذات شأن". يذكر ان مصادر في مجلس الحكم العراقي أعلنت الثلثاء ان ابراهيم، وهو أحد أبرز مساعدي الرئيس العراقي المخلوع، ربما يكون قد قتل أو اعتقل خلال الحملة الأميركية قرب كركوك. لكن الجيش الأميركي نفى بعد ساعات اعتقاله. وكان الجيش الاميركي اعلن الشهر الماضي ان ابراهيم متورط بشكل مباشر في هجمات على القوات الاميركية ورصد جائزة قيمتها عشرة ملايين دولار لمن يقدم معلومات تؤدي الى اعتقاله او قتله. وقالت القوات الاميركية انها احتجزت زوجة ابراهيم وابنته في بلدة سامراء. ويحتل ابراهيم المرتبة السادسة في قائمة تضم 55 مسؤولاً عراقياً مطلوب اعتقالهم. واعتقل الخمسة الذين يسبقون ابراهيم في القائمة باستثناء الرئيس العراقي السابق. ونجا ابراهيم، الذي يعد الساعد الايمن لصدام، من سرطان الدم ومن محاولات لاغتياله. وصعد نجم ابراهيم، الذي ولد عام 1942 في تكريت مسقط رأس صدام، مع نجم رئيسه وسقط ايضاً معه. وقبل الغزو الاميركي للعراق كان نائباً لرئيس مجلس قيادة الثورة وعينه صدام قائداً للمنطقة الشمالية خلال الحرب. وترصد الولاياتالمتحدة جائزة اخرى قيمتها 25 مليون دولار لمن يقدم معلومات عن صدام. الى ذلك، اعلن مساعد مدير شرطة الحويجة المقدم عبدالله احمد العبيدي ان حملة التفتيش والمداهمات التي جرت الثلثاء في الحويجة اسفرت عن اعتقال 150 عراقياً. وقال ان "آخر حصيلة تفيد ان عدد المعتقلين العراقيين بلغ 150 شخصاً" في عمليات المداهمة التي استمرت نحو 17 ساعة. ومن ابرز المعتقلين سعد محمد الدوري المساعد السابق لعزة ابراهيم. واعتقل الدوري في منزل حيث كان يختبىء في منطقة الحويجة. واوضح العبيدي ان القوات الاميركية لم تفرج سوى عن "احد قياديي حزب البعث في الحويجة حميد سعد بعد ساعتين من اعتقاله" لأنها لم تتهمه "بالتورط في العمليات ضد القوات الاميركية او بايواء مسؤولين مطلوبين". كما دمرت القوات الاميركية بالمتفجرات منزل عزيز الراوي "حيث اكتشفت مخبأ للاسلحة". وكان مدير شرطة كركوك اللواء ترهان يوسف اكد مساء الثلثاء انه تم العثور مع المساعد السابق لعزة ابراهيم على اربعين الف دولار، موضحاً انه قد يكون مصدراً لتمويل المقاتلين المناهضين للقوات الاميركية. واضاف ان "ستة اشخاص اصيبوا بجروح اثناء مقاومتهم عملية الاعتقال في قرى قريبة من الحويجة" اثنان منهم في حال الخطر. وكانت القوات الاميركية رفعت مساء الثلثاء الطوق الذي فرضته على الحويجة في اطار "عملية محددة هدفها القبض على عزة ابراهيم"، حسبما ذكر ترهان يوسف. اعادة جثماني اليابانيين على صعيد آخر، علم من مصدر ديبلوماسي ياباني ان جثماني الديبلوماسيين اليابانيين اللذين قتلا في كمين في العراق نقلا في طائرة غادرت أمس الكويت الى اليابان. واضاف المصدر ان ارملتي الديبلوماسيين وابناءهما رافقوا الجثمانين. وكان مسؤول في وزارة الخارجية اليابانية قدم الى الكويت للاشراف على اجراءات نقل الجثمانين. وقتل الديبلوماسيان السبت اضافة الى سائق عراقي قرب تكريت شمال بغداد حين وقعا في كمين نصب لهما حين كانا في طريقهما لحضور مؤتمر عن اعادة الاعمار. الى ذلك، قال ناطق باسم التحالف في العراق ان شركة "دي اتش ال" لنقل البريد السريع التي اصيبت احدى طائراتها بصاروخ في العراق في 22 تشرين الثاني نوفمبر الماضي تستخدم منذ استئناف رحلاتها الى العراق مطاراً يقع في بلد شمال بغداد. وأضاف الناطق ان "دي اتش ال استأنفت رحلاتها الى العراق غير ان طائراتها تهبط حاليا في بلد حوالي 60 كلم شمال بغداد"، مشيراً الى انها "ستستأنف في الايام القادمة رحلاتها الى بغداد". وكانت الشركة التي استأنفت رحلاتها الى العراق الخميس الماضي، تنظم قبل الحادث ما بين ثلاث واربع رحلات يومياً الى العراق تهبط في مطار بغداد الدولي.