طلب الصليب الأحمر من سلطة الاحتلال الأميركي السماح له بزيارة الرئيس العراقي المعتقل صدام حسين، فيما أعلن وزير العدل العراقي هاشم الشبلي ان محاكمة صدام "ستكون عراقية مئة في المئة". في غضون ذلك قتل عراقي أمس في هجوم للمقاومة على دورية أميركية في بغداد، وتوتر الوضع في كركوك عشية المسيرة المقررة اليوم والتي دعا اليها التركمان والعرب احتجاجاً على إصرار الأكراد على المطالبة بالفيديرالية. وسيتولى مسلحون من ميليشيات مقتدى الصدر حماية التظاهرة، مما ينذر بمواجهات مع مسلحي الميليشيات الكردية. وقال الناطق باسم الصليب الأحمر فلوريان فستفال أمس: "اننا على اتصال مستمر بالأميركيين في شأن أسرى الحرب وغيرهم من المعتقلين في العراق وفي اطار هذه الاتصالات أثرنا أيضاً حالة صدام حسين بصفته شخصاً يتمتع بحماية اتفاقية جنيف، وله الحق بزيارات الصليب الأحمر". ولا تنص الاتفاقية على مهلة محددة لزيارة أسير. وأضاف: "هناك عدد من العوامل التي يمكن أن تؤثر في كل حالة خاصة ... والفكرة العامة هي أن الزيارة يجب أن تحصل في أقرب وقت ممكن". واللجنة الدولية للصليب الأحمر تسهر على تطبيق اتفاقية جنيف للعام 1949. وتزور، بهذه الصفة أسرى الحرب للتأكد من أنهم يلقون معاملة انسانية. في بغداد، وصف الشبلي محاكمة صدام بأنها ستكون "محاكمة العصر"، مؤكداً انها "عراقية مئة في المئة". وأوضح في مؤتمر صحافي عقده ان اجراءات تشكيل المحكمة ستنتهي قريباً، وأنها ستكون "جنائية خاصة تتألف من عشر محاكم تحقيق، لكل منها ثلاثة قضاة، وأربعة محاكم جنائية لكل منها خمسة قضاة. فضلاً عن أكثر من 20 مدعياً عاماً"، مؤكداً ان "صدام حسين سيحال على المحكمة الجنائية العراقية وسيتولى القضاة العراقيون التحقيق معه في التهم المنسوبة اليه". في كركوك، دعت أحزاب عربية وتركمانية الى تظاهرة اليوم احتجاجاً على فكرة الفيديرالية التي يطالب بها الأكراد ولرفض ضم كركوك الى اقليم كردستان. وقال الامين العام للتجمع العربي في كركوك اسماعيل عبدالحسين العبودي إن "آلاف العراقيين، عرباً وتركماناً، سيتظاهرون في كركوك الاربعاء تعبيراً عن رفضهم مشروع الفيديرالية المقدم من الاكراد ولضم مدينة كركوك الى اقليم كردستان". واضاف انه "ستتم خلال التظاهرة المطالبة بالمساواة بين كل القوميات والأديان وبرفع علم العراق على جميع الدوائر والمؤسسات الرسمية في المحافظة". وأشار المسؤول الى ان "جماعة مسلحة تابعة لمقتدى الصدر في كركوك ستتولى مهمة تأمين الحماية للمتظاهرين".