"الترقيم لم يعد كما كان سابقاً هو الآن أكثر تطوراً. لم نعد نستخدم قصاصات الأوراق الصغيرة التي نسجل عليها أرقامنا ونلقيها للفتيات، بل أصبح الترقيم علماً"، يقول محمد الذي يعتبر نفسه خبيراً في "الترقيم" او المعاكسات ومغازلة الصبايا عبر الهاتف. ويضيف محمد: "التنزه في الأسواق ومعاكسة البنات هناك أصبحا موضة قديمة، نحن الآن في عصر التكنولوجيا الحديثة والإنترنت. يمكنني أن أرقم الفتيات وأنا جالس في بيتي أمام شاشة الكومبيوتر، من دون عناء الخروج الى السوق"، معتبراً أن هذه الطريقة "مريحة أكثر". ويتابع: "لن تضطر لأن تكوي غترتك أو شماغك، ولن تضطر للوقوف أمام المرآة لتعدل هندامك، لتبدو جميلاً وانيقاً أمام الفتيات". ويقول محمد ان لديه أسباباً أخرى تجعله يفضل الترقيم عبر الإنترنت على الخروج الى السوق: "فضلاً عن عدم حاجتك الى صرف مبالغ أكثر في أشياء كمالية كالثياب، والعطور، والأحذية، فأنت أيضاً ستكون في وضع أكثر اماناً، اذ لن تتعرض لشتيمة فتاة أو تجاهلها لك، أو في بعض الاحيان علقة ساخنة من مرافقيها. ولن تتعرض لملاحقة رجال الهيئة، أو رجال الأمن الذين يحرسون المجمعات التجارية". ويضيف: "الفتيات على الإنترنت أكثر منهن في الأسواق. فالبنات اللواتي لا يستطعن الخروج الى الأسواق وحدهن، تجدهن على الإنترنت. وفي الحالين انت الرابح الأكبر". سعود زميل محمد، ورفيق دربه، يؤكد أيضاً أن تجربته في "الترقيم" عبر الإنترنت أكثر نجاحاً منها في الأسواق، وهو يربط ذلك بتجربة سابقة عاشها، إذ تعرض للضرب على يد أخ إحدى الفتيات، ما جعله يلجأ إلى الإنترنت، كخيار آمن. ويقول "بعد الحادث قررت ألا أعود الى الترقيم في الأسواق، لأنني بصراحة لست مستعدا لمزيد من الإهانات والفضائح أمام الناس. أنا الآن أتحدث مع عدد من الفتيات بأمان أكثر ومن دون الخوف من أهاليهن". ليس الأمان فقط هو الذي جذب عبدالله الى استخدام التكنولوجيا الحديثة في الترقيم، بل ايضاً الهامش الكبير في الحديث الذي من الممكن أن تبادله عبر الإنترنت، فعبدالله يعتبر أن "البنت إذا تعودت عليك بداية من خلال الإنترنت، فمعنى ذلك أن تأخذ عليك أكثر، وتكون أكثر جرأة في حديثها معك، ويبدأ خجلها يقل تدريجاً، إلى أن تتحدث معها بالمايك، أو عبر الموبايل، لترى أنكما تقولان كلاماً عاطفياً لم يكن بمقدوركما التطرق إليه لو بدأتما مباشرة عبر التلفون". البعض يرى أن ذلك عائد للأمان الذي يشعر به الطرفان، كونهما لا يعرفان بعضهما البعض، وليس بمقدور أي طرف أن يهدد الآخر، فلا تسجيل للصوت موجوداً كورقة ضاغطة بيد أحدهما، ولا رقم هاتف معروفاً، قد يقود لمعرفة اسم البنت واسم عائلتها. لذا فكثير من البنات يفضلن الآن التعرف عبر الإنترنت، ليصلن بعد أن يشعرن بدرجة من الأمان الى مرحلة التحدث عبر الهاتف. "الترقيم" عبر الإنترنت له طرقه، ووسائله، من البداية المشابهة للترقيم عبر الأسواق إلى الممارسة الاحترافية عبر مواقع الويب ومنتدياته. فالبعض لا يزال يخرج الى الأسواق والأماكن العامة، ليدس بقصاصة الورق البيضاء في يد فتاة، أو يلقي بها في سيارتها، أو حقيبة يدها، لكنه هذه المرة بدلاً من ان يسجل رقم هاتفه، يسجل بريده الإلكتروني الذي عادة ما يحمل اسماً مستعاراً، وعلى بريد "هوت ميل" Hotmail، ليكون في أمان، ويتسنى له الحديث مع الفتاة عبر "الماسينجر" ثانية. الشباب الأكثر حرفية، يقومون بتسجيل عناوينهم الإلكترونية في المنتديات العامة، ومواقع التعارف، والبعض الآخر يسجلها في غرف الدردشة مثل ICQ، أو مجموعات ياهو yahoo groups، فيما الأصحاب يتبادلون الرسائل الالكترونية في ما بينهم. وعلى رغم مغريات هذا النوع من الترقيم، فإن هنالك من لا يحبذه، معتبراً أنه خادع وغير حقيقي، ومفضلاً الطريقة التقليدية عليه. ناصر من هذه الفئة من الشباب ويفضل أن يعطي رقمه أو عنوان بريده الإلكتروني بالطريقة التقليدية، معللا ذلك بأن "الإنترنت خداع اذ ينتحل الكثير من الشباب أسماء فتيات، ويتحدثون معك على الماسينجر على أنهم فتيات، وفي النهاية تكتشف أنه ذكراً. أضف انني لست من النوع الذي تعجبه أي فتاة، ولا أعطي رقمي أو إيميلي لأي بنت أراها. لا اعطي رقمي إلا للبنت التي تدخل مزاجي. فأنا في النهاية أفضل الفتاة الجميلة، المغناج، وليس أي فتاة وحسب. أما عبر الإنترنت فحتى لو كانت فتاة من تتحدث معها، إلا أنك لا تعرف شكلها ولا مستوى جمالها. فقد تفاجئ وأنت تلتقي بها في السوق بعد أن تعرفت اليهما في الإنترنت، فإذا هي غير جميلة، ما يصيبني بإحباط، وشعور أنني ضيعت وقتي مع فتاة لا تستحق". كذلك يعتبر ناصر ان صوت الفتاة التي تتحدث اليه مهم جداً ويقول: "إذا كان جميلاً وناعماً ودافئاً، سيمنحني مزيداً من المتعة خلال الحديث، وهو ما لا يمكنك أن تجده على الإنترنت". الكشخة أو البروز بشكل جميل وجذاب يلفت نظر الفتيات، هو من الأسباب الأخرى التي تجعل ناصر يفضل الترقيم في الأسواق: "أنا أحب أن أُلفت نظر الفتيات لشخصيتي. للشماغ الذي ألبسه، والساعة، والسبحة، والثوب، وأنا أرى نظراتهن إليّ والإعجاب يملئ عيونهن. أحب أن أتفاخر أمام أصدقائي بمقدرتي على لفت نظر الفتيات. وبمقدرتي على ترقيم عدد كبير منهن، رغم المخاطرة في ذلك، لأن عنصر الإثارة والمغامرة يمنحني مزيداً من الشعور بالزهو والارتياح".