نفت ايران اخفاءها منشآت نووية عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وذلك رداً على ما اعلنته في هذا الشأن منظمة "مجاهدين خلق" المعارضة المسلحة. وفي غضون ذلك، اكد مصدر برلمان ايراني رفيع ل"الحياة" ان الاتجاه الغالب في الأوساط العليا للقرار هو القبول بالتوقيع على البروتوكول الذي يسمح بعمليات تفتيش مفاجئة للمنشآت النووية الايرانية. وأضاف المصدر الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه ان المحادثات التي سيجريها المدير العام للوكالة الدولية محمد البرادعي في طهران غداً، ستكون حاسمة وأن الموافقة على البروتوكول مرتبطة بأخذ مطالب ايران في الاعتبار وخصوصاً عدم المساس بالسيادة والمصالح القومية الايرانية. وفي وقت التقى وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف البرادعي في فيينا امس، وحض طهران على توقيع البروتوكول، قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان المهلة التي اعطيت لايران للكشف عن برنامجها النووي لن تمدد الى ما بعد 31 الشهر الجاري. وجدد الرئيس الايراني محمد خاتمي الاعلان ان ايران على استعداد للتعاون في شكل كامل مع الوكالة الدولية، لكنها تطالب ان تؤخذ مصالحها في الاعتبار من اجل توقيع البروتوكول الاضافي لمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية. وقال مندداً بما وصفه الطابع السياسي لانذار الوكالة الدولية التي امهلت ايران حتى نهاية الشهر الجاري للكشف عن كامل برامجها النووية، ان "نياتنا طيبة ولا نريد ان نخلق المشاكل ... لقد أعلنا اننا سنتعاون بكل قوتنا مع الوكالة الدولية". واضاف خاتمي: "حتى بالنسبة الى البروتوكول الاضافي نحن مستعدون للتفاوض". لكنه طالب بأن تؤخذ في الاعتبار "الظروف العامة لاحترام كرامتنا وأمننا القومي ومصالحنا الوطنية". وختم: "طبقنا حتى الآن جوانب مهمة من البروتوكول طوعاً وقبل التوقيع، مطالباً المجتمع الدولي بأن يأخذ في الاعتبار هذه الجهود الايرانية. وتريد الوكالة الوطنية للطاقة الذرية التأكد من ان ايران لا تسعى الى تطوير اسلحة نووية والا عمدت الى رفع الامر الى مجلس الأمن الذي قد يقرر عقوبات ازاء طهران. كما ان الوكالة الدولية تطالب ايران ايضاً بأن تسمح بمهمات تفتيش مباغتة لمنشآتها النووية حتى قبل ان توقع على البروتوكول الاضافي للمعاهدة. ونفى مسؤول ايراني رفيع ما تردد من مزاعم عن اخفاء ايران موقع نووي عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية قبل اسبوعين فقط من انتهاء المهلة التي حددتها الوكالة لطهران لتبدد اي شكوك في برنامجها. وقال علي اكبر صالحي مندوب ايران لدى الوكالة: "بالقطع ليس لدينا أي منشآت نووية نخفيها عن المفتشين الدوليين". وفي تعليقه على مزاعم في هذا الصدد من منظمة "مجاهدين خلق"، قال صالحي: "ان هذه المعلومة لا اساس لها من الصحة". وجاء في اعلان الناطق باسم المنظمة المعارضة ان ايران تبني سراً في اصفهان غرب موقعاً نووياً لاختبار محركات الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم المستخدم لاغراض عسكرية. واضاف الناطق فيروز مهوي أن الموقع تم بناؤه على بعد 15 كيلومتراً الى الشرق من اصفهان. وكانت المعارضة الايرانية كشفت في آب اغسطس 2002 وجود موقع نووي في ناطنز وسط ايران حيث اكتشفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية آثار يورانيوم عالي التخصيب خلال عمليات التفتيش التي قامت بها. وأعلنت ايران التي تنفي تطوير اي برامج عسكرية نووية ان الآثار التي اكتشفت تعود الى تلوث عتاد مستورد. وسلمت الوكالة الدولية اخيراً قائمة بالمعدات والاجهزة المستوردة المستخدمة في برنامجها النووي.